محللون يتوقعون انحسار موجة البيع
البورصة تعود لنهج الهبوط وسط ترقب لتطورات المنطقة
2013-09-10
البورصة تعود لنهج الهبوط وسط ترقب لتطورات المنطقة البورصة تعود لنهج الهبوط وسط ترقب لتطورات المنطقة البورصة تعود لنهج الهبوط وسط ترقب لتطورات المنطقة توقع محللون أن تعود بورصة قطر للانتعاش بعد أن يتبين التأثير الحقيقي للضربة المتوقعة على سوريا، خصوصاً بعد بلوغ الأسعار مستويات أكثر إغراء، خصوصاً للصناديق الأجنبية والمستثمرين المؤسساتيين.
وأكد هؤلاء، في حديثهم لـ «العرب»، أن السوق القطرية ليست بمنأى عن الأحداث العالمية المختلفة، مشيرين إلى أن الانخفاض الأخير الذي شهدته يأتي في إطار موجة انخفاض في الأسواق العالمية والخليجية.
وأنهى المؤشر العام للبورصة تعاملات ثانية جلسات هذا الأسبوع على تراجع نسبته %1.15، وذلك بعد إقفاله عند مستوى 9151.28 نقطة، خاسراً نحو 106.53 نقطة، مقارنة بإقفاله السابق عند مستوى 9257.81 نقطة، ليفقد حاجزا مئويا جديدا وهو حاجز 9200 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ أكثر من 3 أشهر.
تسييل
وأوضح المحللون أن الارتفاعات التي سجلتها السوق خلال الفترة الماضية دفعت الكثير من المستثمرين، لاسيَّما المؤسسات الأجنبية، إلى تسييل أسهمهم، للاستفادة من الأرباح التي حققتها الأسهم، والخروج سريعاً تحوطاً للتراجعات المتوقعة، نتيجة استمرار الأوضاع السياسية في المنطقة.
وشهدت المحصلة النهائية للأجانب أمس بالبورصة حركة بيعية، حيث شكلت تداولاتهم نحو %40.95 من جانب الشراء بقيمة تبلغ حوالي 106.53 مليون ريال، بينما بلغت قيمة مبيعاتهم 113.76 مليون ريال شكلت قرابة %43.72 من القيمة الإجمالية المتداولة في السوق.
فيما بلغت نسبة الشراء للمساهمين المحليين نحو %59.06 من إجمالي القيمة المتداولة بالسوق، حيث بلغت قيمة مشترياتهم 153.655 مليون ريال، بينما بلغت نسبة مبيعاتهم حوالي %56.28 بقيمة تعادل قرابة 134.79 مليون ريال، ما يعني أن المحصلة النهائية لتعاملات المحليين كانت شرائية.
وشهدت حركة التداولات أمس ارتفاعا ملحوظا, مقارنة بما كانت عليه في جلسة الأحد، حيث بلغت أحجام التداولات 6.12 مليون سهم مقارنة بنحو 3.77 مليون سهم في جلسة أمس الأول بارتفاع بلغت نسبته %62.33.
تعاملات
من ناحية أخرى بلغت قيم التداولات في تعاملات أمس حوالي 260.21 مليون ريال مقابل 169.23 مليون في جلسة الأحد بارتفاع قدره %53.7.
وبلغ عدد الصفقات عند الإغلاق 3481 صفقة مقابل 2849 صفقة في جلسة الأحد بارتفاع مقداره %22.2.
وأنهى مؤشر الريان الإسلامي تداولات أمس على تراجع نسبته %0.69 وصولاً لمستوى 2265.89 نقطة.
تباين
فيما أنهى سهم المتحدة للتنمية جلسة أمس وهو على رأس قائمة أنشط تداولات البورصة على مستوى الكميات والصفقات، حيث بلغ حجم تداولاته 1.80 مليون سهم جاءت من خلال تنفيذ 378 صفقة, حققت قيمة تداول بنحو 35.07 مليون ريال مع تراجع للسهم بنحو %0.90.
بينما تصدر سهم قطر الوطني قائمة أنشط القيم بالبورصة، حيث بلغت قيمة تداولاته عند الإغلاق 36.54 مليون ريال, جاءت من خلال تنفيذ 238 صفقة تمت على نحو 228.72 ألف سهم مع تراجع للسهم بمقدار %0.56.
من ناحية أخرى تم التداول على أسهم 40 شركة، ارتفعت منها 10 أخرى، يتصدرها سهم الميرة بنمو قدره %2.92، فيما تراجعت أسعار 24 سهماً عند الإغلاق، يتصدرها سهم الكهرباء والماء بانخفاض قدره %4.6، بينما استقرت أسعار الأسهم الستة المتبقية عند نفس مستويات إقفالاتها السابقة.
وتراجعت أمس الـ7 قطاعات المدرجة بالبورصة، يتصدرها قطاع الاتصالات بتراجع نسبته %1.64, يليه قطاع التأمين بتراجع نسبته %1.55، فيما كانت أقل التراجعات من نصيب قطاع البنوك، حيث تراجع مؤشره عند الإغلاق بمقدار طفيف بلغ %0.81.
رؤية
ويقول المحلل المالي نضال خولي إن السوق انخفضت على مدار الأسبوعين الماضيين، خارجة عن الموجه التصاعدية التي بدأتها منذ بداية العام، على خلفية عوامل، منها تخوف المستثمرين من حصول تدخل عسكري في سوريا، وما يرافق ذلك من تبعات.
ويضيف خولي لـ «العرب» أن حالتي الخوف والبيع الجماعي اللتين شهدتهما تداولات السوق خلال الفترة الماضية مبالغ فيهما، ولا تتناسبان مع الموقف الحقيقي لحركة السوق، إذ تتفاعل السوق المحلية من الأنباء السلبية بشكل مبالغ فيه، مشيراً إلى أن الأسباب وراء عمليات البيع الواسعة متعددة.
ويؤكد أن السوق تعرضت لجني أرباح بعد تسجيلها ارتفاعات واضحة، حيث وصل المؤشر إلى 10000 نقطة، الأمر الذي دفع المتعاملين إلى حصد أرباح هذه الارتفاعات.
ويوضح أن هذه الموجة من التراجعات تأتي ضمن سلسلة من الهبوط الحاد للأسواق الإقليمية والعالمية تأثراً بتداعيات الأوضاع الجيوسياسية، متوقعاً أن ينحسر هذا التراجع مع وضوح الرؤية الدولية بشأن سوريا، ما يمهد لعودة التداولات إلى شكلها الطبيعي.
تطورات الملف السوري
من جانبه، يقول المحلل المالي سعيد الصيفي إن ردة فعل بورصة قطر تجاه الأنباء عن توجيه ضربة عسكرية لسوريا مبالغ فيها، إذ شهدت عمليات بيع واسعة وعمليات جني أرباح سريعة، لافتاً إلى أن التراجع جاء في ظل هبوط معظم المؤشرات الإقليمية والعالمية.
ويؤكد الصيفي لـ «العرب» أن حالة البيع الجماعي التي شهدتها تداولات السوق خلال الفترة الماضية مبالغ فيها، ولا تتناسب مع الموقف الحقيقي لتداعيات المخاطر الجيوسياسية، لافتاً إلى أن هناك أسباباً عدة وراء هذا التراجع، منها جني الأرباح، وارتفاع السوق بمتوسطات تداول أعلى من المعتاد، والفقاعات السعرية التي سجلتها الأسهم الصغيرة، إضافة إلى عزوف المستثمرين المؤسساتيين عن التداول.
ويشير إلى أن هذه الموجة من التراجعات تأتي ضمن سلسلة من الهبوط الحاد للأسواق الإقليمية والعالمية تأثراً بتداعيات الأوضاع الجيوسياسية، ومن المتوقع أن تنحسر مع وضوح الرؤية بشأن الملف السوري.
ويوضح الصيفي أن التراجعات التي تشهدها السوق جاءت بغرض جني أرباح، وتفادي الخسائر المحتملة، إضافة إلى عزوف المستثمرين المؤسساتيين، مع ترقب التطورات وانتظار الفرصة المناسبة للعودة بعد هدوء الأوضاع، واتضاح معالم الصورة الاستثمارية.
ويقول إن البورصة تمنح المستثمرين فرصة جيدة للشراء، إذ من المتوقع أن تشهد تحسناً في أسعار الأسهم خلال الفترة المقبلة، إلا أن عدم الإعلان عن موعد لتنفيذ العمليات العسكرية، سيزيد من حالة التردد لدى المستثمرين خلال الفترة المقبلة.