التغذية السليمة تنشط الذاكرة وتمد المخ بالطاقة
2013-08-27
أكدت خبيرة التغذية النمساوية سارا نويباور أن التغذية السليمة تعمل على تحسين أداء الذاكرة، حيث تقوم بإمداد المخ بالعناصر الغذائية اللازمة له على نحو جيد وتُسهم أيضاً في تحفيز عملية التمثيل الغذائي به بشكل فعّال.
وأضافت نويباور، أستاذ التغذية بجامعة العلوم التطبيقية بمدينة كوفشتاين النمساوية، أن الإكثار من السوائل يُمثل أهم عنصر في النظام الغذائي الصحي؛ حيث تعمل السوائل على إمداد المخ والجسم بشكل عام بكميات وفيرة من الأكسجين وتُسهم أيضاً في تحفيز سريان الدم بهما؛ لذا أوصت الخبيرة الألمانية: «ينبغي تناول لترين إلى ثلاثة لترات من السوائل يومياً في صورة مياه أو عصائر أو شاي غير محلى بالسكر».
وأوضحت الخبيرة النمساوية أن المخ وحده يستهلك أكثر من خُمس احتياج الجسم اليومي للطاقة؛ لذا أكدت نويباور على أهمية أن يتم إمداده بكميات كبيرة منها كي يتسنى له التركيز في العمل لفترات طويلة، لافتةً إلى أنه يُمكن ضمان إمداد المخ بهذه الطاقة على نحو جيد من خلال تناول الكربوهيدرات المعقدة طويلة السلسلة، التي يقوم الجسم بتحليلها تدريجياً إلى أجزاء مفردة تصل إلى المخ على مدار فترة زمنية طويلة وبصورة متواصلة.
وأردفت نويباور: «توجد كميات كبيرة من هذه النوعية من الكربوهيدرات في كل من الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة وكذلك في دقيق الشوفان؛ لذا يجب تناول هذه الأطعمة في وجبة الإفطار»، لافتةً إلى أن الأرز كامل الحبوب والبطاطس والفاكهة والخضروات تحتوي أيضاً على هذه النوعية من السكريات المتعددة.
وتلتقط أنجيلا كلاوسن من المركز الألماني لحماية المستهلك بولاية شمال الراين وستفاليا طرف الحديث، موضحةً أن الدهون تحتل المركز الثاني بعد الكربوهيدرات بالنسبة للأطعمة التي تمد المخ بالطاقة، لافتةً إلى أن الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة تتمتع بتأثير إيجابي للغاية على الخلايا العصبية وعلى التفاعلات التي تحدث بها.
وتضرب الخبيرة الألمانية مثالاً على ذلك بقولها: «تلعب الأحماض الدهنية غير المشبعة (أوميجا3) مثلاً دوراً مهماً بالنسبة لوظائف المخ. ويُعد زيت الكانولا وزيت الجوز والأسماك الغنية بالدهون والمكسرات والفواكه المجففة من المصادر الغنية بهذه النوعية من الأحماض».
وأشارت خبيرة التغذية الألمانية إلى أن البروتينات تتمتع بأهمية كبيرة للعديد من العمليات الذهنية، لاسيَّما تدفق المعلومات في المخ؛ حيث تعمل الأحماض الأمينية، التي تُمثل أصغر مكوّن في البروتينات، على انتقال المعلومات من خلية لأخرى بشكل سريع.
وإلى جانب الأسماك والمأكولات البحرية، أكدت كلاوسن أن اللحوم ومنتجات الألبان الخاليين من الدهون، لاسيَّما البقوليات والحبوب الكاملة والمكسرات، تندرج ضمن الأطعمة المحتوية على البروتين والتي تعمل على إمداد الجسم به على نحو جيد، مشيرة إلى أن تناول كميات إضافية من هذه الأطعمة لا يُحقق أي فائض في معدلات أداء المخ.
الإمداد المنتظم
وتلتقط باربارا بليكو، رئيس الجمعية الألمانية لطب الأعصاب بالعاصمة برلين، طرف الحديث معللة ذلك بقولها: «لا يُشبه المخ أي عضو آخر بالجسم، أي أنه لا يُمكنه الاعتماد على احتياطي مخزون الطعام كالكبد مثلاً، إنما يعتمد بشكل أساسي على إمداد العناصر الغذائية له من الدم، لذا لا بد من إمداده بهذه العناصر بصورة منتظمة».
وتؤكد خبيرة التغذية النمساوية نويباور مجدداً أنه يُمكن التحكم في بعض الأشياء، من بينها مثلاً أن يتمتع المخ بقدرة عالية على التركيز لفترات طويلة من خلال اختيار نوعيات معينة من الأطعمة وتناولها في مواعيد معينة، موضحةً: «يُمكن الاستعداد ليوم شاقٍ للغاية من خلال تناول وجبة إفطار متكاملة تتكون مثلاً من الموسلي ودقيق الشوفان والمكسرات ومنتجات الألبان الخالية من الدهون مع الفاكهة أو بتناول الخبز الأسمر مع اللبن المخثر أو اللحوم الخالية من الدهون مع الطماطم أو الفلفل الأحمر وعصير الفواكه».
وبالنسبة للوجبات البينية قالت الخبيرة النمساوية: «إن تناول ثمرة موز يُمثل وجبة بينية مثالية خلال الامتحانات وعند مواجهة مواقف ضغط عصبي في العمل مثلاً؛ حيث يحتوي الموز على عنصر المغنيسيوم ويعمل على دعم الخلايا العصبية»، مشددةً على ضرورة الالتزام ببعض القواعد عند تناول الوجبات البينية، ألا وهي: أنه لا يجوز مطلقاً أن تكون هذه الوجبات كبيرة للغاية، وإلا ستتسبب في التحميل على المعدة وتحول دون وصول الدم إلى المخ.