[rtl]خطوات التعامل مع الطفل اللحوح كثير الطلبات[/rtl]
[rtl]كيف تتعاملين مع مشكلة الطفل الأوسط؟[/rtl]
من المعتقدات الخاطئة أن يظن بعض الآباء أنهم إن فعلوا كل ما هو صواب، من وجهة نظرهم بالطبع، فإن الفطرة كفيلة ببث روح الأخوة والحب بين الأشقاء وأنهم سيحظون بالحب الأخوي الدافئ بصورة طبيعية, وهو تصور خاطئ بالطبع!
متلازمة الطفل الأوسط
لا يحظى الطفل الأوسط بالعناية اللازمة والمناسبة كما يحظى أخواه الأكبر والأصغر, بل يُعاني معظم الأطفال الذين يقعون في مركز الطفل الأوسط بالإهمال بين أفراد العائلة, ليقعوا فريسة حالة اسمها متلازمة الطفل الأوسط.
يواجه الطفل في الغالب مشاعر الفراغ وعدم الكفاية والغيرة, وقد يعاني من التقليل من شأن نفسه ومن الانطواء الشديد, وقد يتطور الأمر إلى سلوك عنيف. وتثير تلك المشاعر بيئة يجد نفسه فيها مضطرا إلى التنافس للحصول على الاهتمام، إذ إنه من الطبيعي أن يشعر بانعدام الأمن والغيرة من الآخرين.
كيفية مواجهة «متلازمة الطفل الأوسط»
وفي حين يبدو أنه من المستحيل التغلب تمامًا على جميع آثار هذه المتلازمة، لكن يجب اتخاذ بعض الخطوات الضرورية التي من شأنها إشعار الطفل بالاهتمام والقبول والأهمية في وسط العائلة:
- رتبي موعدا خاصا لك مع كل طفل من أطفالك، كأن تخرجي مع كل منهم في نزهة مميزة وحدكما.
- أثناء مناقشات الأسرة، استمعي إلى رأي طفلك الأوسط, استمعي لكل الآراء.
- تأكدي أن كلا من أطفالك يعرف جيدًا كم تحبينه، وكم هو مميز وصاحب شخصية فريدة عن غيره من أشقائه.
- اغرسي حب الذات واحترامها واعلمي أنها قيمة كبيرة وخدمة جليلة تقدمينها لهم قبل أن يصلوا إلى مرحلة المراهقة.
النصف المليء من الكوب
ورغم أن الابن الأوسط قد يعاني من الإهمال من الوالدين ومن دراسات الباحثين التربويين والنفسيين أيضًا، فإنه يستفيد من هذا الأمر على المدى البعيد، فهو يتمتع بشخصية أكثر استقلالًا ويستطيع أن يفكر ويبدع «خارج الصندوق» لأنه يحظى بأقل ضغوط للانصياع للأوامر الأبوية التربوية, وهو يمتلك مشاعر ود جميلة, إذ يستطيع أن يصبح أكثر تعاطفًا. يتمتع الابن الأوسط بمهارات كبيرة في العمل الوظيفي, إذ يستطيع أن يكون فردًا ممتازًا في فريق العمل ويتمتع بروح الفريق كما أنه شريك جيد.
ويحيا الابن الأوسط مستمتعًا بدوافع وحوافز رائعة ربما أكثر مما يتصور أكثرنا، إذ يرى معظم الأشخاص أولوية الطموح وأهمية الحوافز الإيجابية في حياة الإنسان.
يمتلك الابن الأوسط في الغالب مبادئ وقيم ومفاهيم تحركه مثل قيمة العدالة أو نيل السلطة أو الهيبة، وغالبًا ما تُحركه أسباب اجتماعية. وعندما يبدأ مشروعه الخاص يصبح من أعظم المبتكرين والقادة العظماء.
يعتاد الطفل الأوسط على الحصول على ما يريد بطريقته الخاصة، وبذلك يصبح ماهرًا في التلاعب بالألفاظ والتفاوض. يستطيعون في الغالب فهم جميع جوانب السؤال والموقف، ويتميزون بالتعاطف وردود الفعل العادلة في الوقت نفسه. يمتلكون القدرة على تقديم تنازلات, لذا فهم ناجحون في أي جدال يخوضونه, ويتمتعون بفضيلة الصبر، إذ اعتادوا على ذلك منذ كانوا صغارًا.
يميل الطفل الأوسط إلى التمرد أكثر من أشقائه، وهم الرواد المبدعون مثل تشارلز داروين.
يعتبر الطفل الأوسط أكثر عرضة لمواجهة التغيير بين أشقائه, وذلك بسبب مزيج من المخاطرة والانفتاح على التجربة، وهذا ما يمنحه القدرة على تجربة ما هو جديد، وعلى التأقلم معه. ففي إحدى الدراسات مثلًا ظهر أن %85 من الأبناء الذين يحتلون مركز الطفل الأوسط في العائلة كانوا أكثر انفتاحًا على فهم الأفكار الجديدة مقارنة بغيرهم ومقارنة بالابن البكر, الذي أظهرت الدراسة نفسها أن %50 فقط من الأبناء الذين يحتلون مركز الابن الأكبر أو الابنة الكبرى في العائلة قادرون على الانفتاح مع كل ما هو جديد.
يسعى الابن الأوسط لتحقيق العدالة: مثل نيلسون مانديلا ومارتن لوثر كينج، إذ يبذل كل منهم قصارى جهده ويركز مجهوداته على العدل والإنصاف، ويرى قبل غيره أي جور أو ظلم في أسرته. ويتفهم جيدًا احتياجات الآخرين عندما يكبرون, يقف بجانب المستضعفين ويمارس بالفعل ما يدعو إليه.
يميل الطفل الأوسط إلى المرونة والتفهم أكثر من أشقائه الأكبر والأصغر. وتقول إحدى النظريات إن السبب يعود إلى أن الطفل الأوسط يتعلم مبكرًا, وفي بداية حياته, أن عليه أن يكون بليغًا كي يُسمع بين أشقائه، وأن عليه أن يكون مرنًا ليتمكن من مشاركة أشقائه الأكبر عمرًا نشاطاتهم, وأن عليه أن يراعي احتياجات أشقائه الأصغر وأن يهتم بهم.
* خطوات التعامل مع الطفل اللحوح كثير الطلبات
لدى بعض الأطفال قدرة على «الزن والإلحاح» المتواصل حتى يحصلوا على ما يريدون، مما يدفع الأبوين إلى الجنون! ويقومان إما بتعنيفه حتى يصمت أو يذعنون له حتى يرتاحوا من «زنه». وكلا الأسلوبين لا يحل المشكلة, بل يزيدها ويترك آثارا سلبية أخرى على شخصية الطفل.
ما أسباب هذا السلوك من الطفل؟ وما أشكاله؟ وكيف تتعاملين معه؟
لماذا الإلحاح؟
• الشعور بعدم الأمان.
• عدم الحصول على الحب والاهتمام الكافيين من قبل الأبوين فيسعى إلى لفت الأنظار إليه.
• التدليل الزائد وإجابة طلباته دائماً.
• الشعور بالملل.
• تقليد الآخرين.
• قد يعبر عن رغبة في الاستقلال (طالما ليس بشكل دائم ولافت للنظر).
أشكال الإلحاح
• العدوانية والغضب بالصراخ أو الارتماء في الأرض أو إيذاء نفسه.
• الشكوى الدائمة ومحاولة استدرار شفقة الآخرين.
• الإلحاح للحصول على ما يوجد أمامه.
• الإلحاح للحصول على أشياء بعينها.
• التمادي في الإلحاح أمام الآخرين على وجه الخصوص.
كيف تتعاملين مع الطفل اللحوح؟
أسلوب التعامل يختلف من طفل إلى آخر حسب شخصيته وحسب الدافع وراء قيامه بهذا السلوك. وهذه بعض الاقتراحات لحل المشكلة:
• محاولة لفت انتباهه إلى شيء آخر.
• وضع قواعد بالنسبة لطلبات الطفل، كتحديد ساعات في اليوم للعب على الكمبيوتر أو أيام لشراء الحلوى. والطفل حتى وإن تمرد على القواعد فهو يحتاج إليها لأنها تشعره بالأمان ولكنه يتحداها ليختبر قوتها.
• الاتفاق مع الطفل على عقاب إذا بكى أو ألح للحصول على الشيء في غير موعده أو طلبه من الآخرين، والاتفاق على هذه القواعد مع الآخرين الذين يشاركون في رعاية الطفل حتى لا يهدموا ما يبنيه الأبوان.
• هناك جوانب إيجابية في هذا السلوك، فهو ربما يعكس مهارات في القيادة والقدرة على التعبير عن النفس وعدم الانسياق للآخرين بسهولة. لهذا على الأبوين توظيف هذه الطاقات والصفات بشكل إيجابي بدلاً من كسر إرادته كتوليته مسؤوليات معينة تناسب قدراته وسنه، أو تعليمه كيف يعبر عن رأيه ومشاعره وطلباته بطريقة مهذبة.
• تجنب الضرب فالعنف لن يحل المشكلة بل قد يزيدها, حيث سيشعر الطفل أنه يحتاج أن يظل متحكماً، وحتى لو توقف الطفل عن الإلحاح بسبب الضرب فإنه يترك عواقب وخيمة على شخصية الطفل وعلاقته بوالديه.
• تجنبي أسلوب «هو كده» حيث إنه سيشعل الصراع على السلطة أكثر بين الطفل والوالدين.
• تجنبي التحكم الزائد في طفلك وعدم إعطائه قدرة على الاختيار أو التعبير عن نفسه.
• تجنبي إجابة طلبه حتى يطلب بالشكل المناسب وبالنبرة المهذبة.
• ملامح وجهك ونظراتك وحركات جسمك يجب أن تعكس الحزم والإصرار, وأنك لن تتراجعي عن موقفك في عدم إجابة طلبه حتى يتكلم بالأسلوب المناسب.
• الثبات على موقفك: لا تعبئي بكلام الآخرين ومدى اقتناعهم بطريقة تربيتك لابنك، افعلي ما ترينه صحيحاً، فلستِ بحاجة أن تثبتي للناس حبك وكرمك مع أبنائك.
• كوني قدوة لطفلك في كيفية عرض طلباتك.
• أثني على سلوك طفلك عندما يطلب ما يريد بطريقة مهذبة.
• إذا طلب ابنك شيئاً بأسلوب غير مناسب عبري عن تفهمك لمشاعره أولاً قبل توجيهه إلى الطريقة التي عليه أن يتحدث بها.
• في وسط ثورة الطفل، تجنبي التعبير عن تفهمك لمشاعره أو محاولة توجيهه لأنه قد يفهم من ذلك أنكِ تنكرين مشاعره, وبالتالي يحاول توصيلها بشكل أكثر قوة, أو أنه سيجد أن سلوكه يجذب له الانتباه الذي يريده, وبالتالي يستمر في سلوكه غير المقبول. انتظري حتى يهدأ ثم تحدثي إليه.
• في توجيهك لطفلك ركزي على سلوك الطفل غير المقبول ولا تهاجمي شخصيته. مثلا لا تقولي «أنت قليل الأدب» ولكن قولي «أتوقع منك أن تتكلم بطريقة مهذبة».
• تجنبي الإذعان لإلحاحه لتتخلصي من «زنه», لأن هذا سيدعم سلوكه غير المرغوب حيث يجد أنه يأتي بنتيجة.
• في بعض المواقف يمكن ترك الطفل، وهذا ليس استسلاماً لكن الصراع لا يحدث من قِبَل طرف واحد. كما أن الطفل سيجد أن سلوكه الملح لا يحقق له ما يريد ولا يعطيه الانتباه الذي يبحث عنه. وأيضاً ترك الطفل يعطيه الفرصة ليفكر مرة أخرى في الأسلوب الذي عليه أن يتكلم به.
• عندما يحاول الوالدان تغيير أسلوبهما في التعامل مع الطفل فإن الطفل قد يزيد في سلوكه السيئ قبل أن يتحسن، على الوالدين الثبات, فالطفل يختبر مدى قوة الحدود الجديدة.