مدير إدارة المؤسسات العقابية .. العميد محمد العتيبي لـالراية:
فيلتان لاستقبال أسر النزلاء بالسجن المركزي
قطر من الدول الرائدة في تطبيق نظام "الخلوة الشرعية"
الزيارة الإلكترونية نجحت في تواصل النزلاء مع ذويهم
المديونيات الكبيرة أهم عقبات مساعدة الجمعيات للغارمين
4 ورش جديدة لتدريب النزلاء على الحرف اليدوية والأعمال الفنية
يوم كامل للقاء الزوجة والأبناء داخل الفيلا لضمان الترابط الأسري
جمعيات خيرية تقوم بتفريج كربة الغارمين وتسديد مديونياتهم
تكثيف الزيارات خلال الأعياد وزيادة مدتها لتواصل النزلاء وذويهم
صالة رياضية حديثة لخدمة النزلاء ومبنى إداري لجميع أقسام الإدارة
فرص عمل للمفرج عنهم ورعاية صحية واجتماعية لأطفال النزيلات
حوار - نشأت أمين:
كشف العميد محمد سعود العتيبي مدير إدارة المؤسسات العقابية والإصلاحية عن انشاء الإدارة فيلاتين تتيحان للنزلاء إمكانية الالتقاء مع زوجاتهم واولادهم وقضاء يوم كامل معهم في جو عائلي لتحقيق فلسفة المؤسسة في إعادة إصلاح وتأهيل النزلاء .وأكد في حوار شامل مع الراية أن إنشاء الفيلتين ليس بديلا عن غرفتي الخلوة الشرعية الموجودتين بالإدارة منذ سنوات وان كلاهما سوف يكون متاحا لمن يرغب من النزلاء في الالتقاء بزوجاتهم وابنائهم مؤكدا ان قطر كانت من الدول السباقة في مجال تطبيق "زيارات الخلوة الشرعية".
وأشار الى إنشاء صالة حديثة للزيارات العائلية فضلا عن إنشاء صالة رياضية لخدمة النزلاء ومبنى إداري جديد يضم جميع اقسام الادارة في مكان واحد ، فضلا عن 4 ورش جديدة لتدريب النزلاء على حرف النجارة واللحام ودعم مواهبهم في الرسم وبرمجة الحاسب الآلي وغيرها من المجالات عبر مدربين متخصصين في تلك المجالات ، لافتا الى تعيين مدربات "قطريات" لتدريب النزيلات على حياكة الملابس واعمال التريكو والتطريز وغيرها من الحرف اليدوية ما كان له تأثير واضح على الحالة النفسية للنزلاء.
وأشاد بدور الجمعيات الخيرية القطرية في تفريج كربة الغارمين بسداد مديونيتهم للإفراج عنهم ، لافتا الى ان ارتفاع مديونية بعض الغارمين يمثل أهم المعوقات التي تواجه تلك الجمعيات في مساعدتهم.
وأشار الى نجاح نظام الزيارة الإلكترونية الذي طبقته الإدارة منذ عامين في تحقيق التواصل بين النزلاء وذويهم في الداخل أو الخارج عبر برامج الدردشة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.
وشدد على حرص وزارة الداخلية على متابعة احوال النزلاء بعد الإفراج عنهم وفقا لاستراتيجية " الرعاية اللاحقة" والتي تشمل توفير فرص عمل مناسبة للعديد منهم.
وأكد ان الإدارة تحرص على زيادة الزيارات العائلية والعادية للنزلاء وزيادة عدد الساعات المخصصة لها خلال الأعياد، لتحقيق الترابط الأسري بين النزلاء وذويهم .. وفي يلي تفاصيل الحوار:
> ما هي أهم المهام التي تقوم بها إدارة المؤسسات العقابية والإصلاحية ؟
- يتمثل في تنفيذ العقوبات على المحكوم عليهم، كما تسعى لإصلاح وتقويم وتأهيل المحبوسين، من خلال استخدام الوسائل والمؤثرات التربوية والتعليمية والطبية، والتدريب المهني، والخدمة الاجتماعية، والأنشطة الرياضية، والثقافية، والترفيهية، لخلق الرغبة لدى المحبوسين نحو الحياة الشريفة والمواطنة الصالحة.
> عندما يصل المحكوم عليه إلى المؤسسة ما هي الإجراءات التي يتم اتخاذها معه ؟
- نقوم بإجراء بعض الفحوص اللازمة ثم يتم تسجيل بياناته بقاعدة البيانات، وتعريفه بحقوقه وواجباته والحصول على توقيعه عليها، وبعد ذلك يتم إرساله للمبنى حسب نوعية القضية المحكوم عليه فيها،حيث يتم تصنيف المحكوم بعقوبات مختلفة إلى عدة فئات يتم تقسيمها حسب نوع الجريمة وخطورتها والتاريخ الجنائي وعمر المحكوم عليه بتلك العقوبة، وغير ذلك من الأسس التي تيسر طريقة معاملتهم وتقويمهم وقابليتهم للإصلاح، وتخصص أماكن لكل فئة حسب فئات المحكوم عليهم .. وبعدها تبدأ عملية التأهيل بإعداد بحث حالة لكل نزيل لإعادة تأهيله، وتقديم مختلف أنواع الرعاية له.
> ماذا عن المساعدات التي تقدمونها للنزلاء المحكوم عليهم في قضايا الشيكات ؟
- الإدارة لا تألو جهداً في تقديم المساعدة للنزلاء المحكوم عليهم في قضايا شيكات وفي هذا الإطار تقوم الإدارة بتسهيل اتصال هؤلاء النزلاء مع الدائنين لعمل التسويات بالإضافة الى التنسيق مع الجمعيات الخيرية وفاعلي الخير لمساعدتهم على تسديد ما عليهم من التزامات .
> كيف ترون الجهود التي تقوم بها الجمعيات الخيرية في مساعدة النزلاء الغارمين ؟
- هناك دور إيجابي تقوم به الجمعيات الخيرية في تفريج كربة الغارمين إلا أن هناك بعض الصعوبات تتمثل في ارتفاع قيمة المديونيات لبعض الغارمين حيث تقوم مؤسستا الشيخ عيد الخيرية وثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية "راف " بجهود كبيرة في التعاطي مع تلك القضية انطلاقا من الواجب الوطني والديني والأخلاقي ونحن نستقبل بين فترة واخرى ممثلين سواء من تلك الجمعيات والهيئات الخيرية او حتى على مستوى الافراد الذين يحاولون تقديم العون لتفريج كربة الغارمين وهناك عدد غير قليل من هؤلاء النزلاء تم الإفراج عنهم بعد سداد مديونيتهم علما بأن الجمعيات والهيئات الخيرية لديها قواعد وشروط محددة تتبعها حتى تقدم المساعدة للنزيل الغارم
> كيف تتعاملون مع أطفال النزيلات؟
- تقوم الإدارة بتوفير جميع احتياجات هؤلاء الاطفال من الحليب والوجبات الغذائية والملابس بالإضافة الى وجود جانب ترفيهي يتمثل في تخصيص صالة ألعاب وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية تحت اشراف الاخصائيين على مدار اليوم .
> قمتم منذ اكثر من عامين بتدشين وسيلة اتصال جديدة تتيح للنزلاء التواصل مع ذويهم عبر الإنترنت كيف تقيمون التجربة ؟
- نظام الزيارة الإلكترونية ناجح بالفعل حيث يتيح للنزلاء التواصل مع ذويهم سواء في الداخل أو الخارج عبر برامج الدردشة مثل الياهو وسكاي بي ومواقع التواصل الاجتماعي وقد لقي تطبيق البرنامج بالفعل صدى طيباً لدى النزلاء
> هل تغني الوسائل للتواصل الاجتماعي عن الزيارات العادية؟
- لا .. ولكنها وسيلة إضافيه الى جانب قنوات التواصل الاخرى الموجودة عندنا.
> كيف ترى تأثير تلك الوسيلة الحديثة في تسهيل تواصل النزلاء الأجانب مع ذويهم؟
- بلا شك ساعدت في زيادة الترابط الأسري وإطلاع النزيل على أحوال أسرته باستمرار وبكل يسر وسهولة.
> ماذا بشأن الخلوة الشرعية التي يتم تطبيقها داخل إدارة المؤسسات العقابية والاصلاحية ؟
- قطر من الدول الرائدة في هذا الشأن، حيث تم تخصيص غرف مجهزة وذات خصوصية لالتقاء النزلاء بزوجاتهم، ويسمى هذا النوع من الزيارات بـ "زيارة الخلوة الشرعية"، وللنزيل الحق في الاختلاء بزوجته شريطة أن يحضر عقد زواج مصدقاً من المحاكم المختصة، ويمر بفترة الاختبار الصحي.
وتماشيا مع الريادة القطرية في مجال الاهتمام بالنزلاء وتطبيق اعلى معايير حقوق الإنسان حيالهم فإنه وبناء على توجيهات المسؤولين تم إنشاء عدد فيلتين صغيرتي الحجم للزيارات العائلية وهما تتيحان للنزلاء إمكانية الالتقاء مع زوجاتهم واولادهم وقضاء نحو 4 او 5 ساعات او حتى يوم كامل معهم في جو اسري وعائلي علما بأن كل فيلا بها مطبخ وغرفة معيشة مجهزة.
> وماذا عن مشروعات التطوير الأخرى ؟
- تم الانتهاء من إنشاء صالة رياضية لخدمة النزلاء وهناك ايضا صالة حديثة للزيارة تتيح إمكانية الزيارة العائلية أو المفردة للنزيل كما تم إنشاء مبنى إداري جديد بداخله مكتب تصاريح متطور والمبنى سوف يضم جميع اقسام ادارة المؤسسات العقابية والإصلاحية في مكان واحد بدلا من تفرقها عن بعضها مثلما هو الوضع القائم حاليا وهو ما سوف يساعد كثيرا في تيسير ايقاع العمل الإداري بالإدارة وهناك مطبخ جديد متطور نعتزم بناءه مستقبلا .
> ماذا عن إمكانيات الورش الجديدة التي قمتم بإنشائها ؟
- تم انشاء 4 ورش جديدة لعقد الدورات التدريبية للنزلاء في عدد من الحرف مثل النجارة واللحام والرسم وبرمجة الحاسب الآلي وغيرها من المجالات وقد حرصت وزارة الداخلية على تعيين مدربين متخصصين بها لتدريب النزلاء على تلك الحرف .. هذا فيما يتعلق بالرجال. أما النساء .. فهناك مدربات " قطريات" يقمن بتدريبهن على بعض الأعمال اليدوية ومنها حياكة الملابس والتريكو والتطريز وغيرها من الحرف ، وقد لاحظنا بعد تنظيم تلك الدورات ، ان هناك اختلافا واضحا في الحالة النفسية للنزلاء .. مع العلم أن وزارة الداخلية تنفق على إنشاء تلك الورش وتقوم بتعيين مدربين متخصصين لها، وتتكفل بتوفير جميع المواد الخام وبيع المنتجات التي يصنعها النزلاء دون ان تنتظر أي مقابل منهم .. وذلك انطلاقا من النهج والسياسة التي تتبعها الوزارة والرامية الى تأهيل النزلاء وتعليمهم حرفة يقتاتون منها الامر الذي من شأنه المساهمة في سهولة عودتهم للمجتمع مرة اخرى وسرعة اندماجهم فيه بعد انقضاء مدة العقوبة وحتى يكون لديهم مصدر رزق شريف يستطيعون من خلاله الإنفاق على أنفسهم ومن يعولونهم بغض النظر عن جنسية النزيل سواء كان قطريا ام غير قطري.
> ما هي وسائل الاتصال المسموح بها للنزلاء ؟
- للنزيل الحق في الاتصال بأهله، واستقبال المكالمات منهم ومراسلتهم، واستقبال رسائلهم طبقاً للقانون، إضافة إلى الزيارات العادية والعائلية التي يلتقي فيها النزيل بأسرته في أجواء عائلية في صالات مخصصة لهذا الغرض، وزيارة الخلوة الشرعية، كما سبق أن ذكرت، إضافة إلى الاطلاع على الكتب والصحف اليومية والمجلات الدورية، كما أنه يمكنهم مشاهدة القنوات الفضائية الهادفة طوال اليوم.
> ماذا عن أوجه الرعاية الطبية التي تقدمونها لهم ؟
- لدينا جميع العيادات الطبية داخل إدارة المؤسسات العقابية والإصلاحية بما في ذلك العيادات التخصصية من بينها الأسنان يشرف عليها اطباء استشاريون تابعون لإدارة الخدمات الطبية بوزارة الداخلية
> مع اقتراب عيد الأضحى ما هي الخدمات التي تقدمونها لهم خلال مثل هذا الأعياد والمناسبات الوطنية ؟
- نحرص على تكثيف الزيارات العائلية والعادية خلال الأعياد وزيادة عدد الساعات الخاصة بها، وذلك لزيادة الألفة، وزيادة ترابط الأسر في هذه المناسبات المباركة ونمنحهم عدد ساعات اكثر في الزيارة كما نسمح لهم بإدخال الحلوى والمكسرات وتقوم الوزارة من جانبها بتوفير مبالغ مالية لشراء حلوى لتوزيعها على النزلاء لإشعارهم بفرحة العيد وبالنسبة للنزلاء غير القطريين الذين يصعب عليهم التواصل مع ذويهم نقوم بمساعدتهم في التواصل معهم عبر "الشات" .. وتقوم وزارة الداخلية كذلك بتوفير كروت اتصال هاتفية مجانا للنزلاء المعسرين الذين قد لا تكون لديهم قدرة مادية على شراء تلك الكروت
> ما هي أبرز الأنشطة التي تقوم بها إدارة المؤسسات العقابية والإصلاحية للتخفيف عن النزلاء ؟
- شغل أوقات فراغ النزلاء من اهم مهام قسم الرعاية والتأهيل بالإدارة والقسم يقوم بالفعل بتنظيم العديد من الأنشطة في هذا الشأن على مدار العام والتي تتنوع ما بين الرياضي والثقافي والفني وهناك مسابقات نرصد لها جوائز مادية من بينها مسابقات في القصة القصيرة والشعر ايضا وهناك اخصائيون اجتماعيون رجال ونساء يمكن للنزيل الجلوس معهم ساعات طويلة للتنفيس عن نفسه وما اذا كان لديه مشكلة في حياته يحتاج الى نصيحة بشأنها.
> هناك نزلاء يتم العفو عنهم في بعض المناسبات، فماذا عن المعايير التي بناء عليها يمكن ان يحظى النزيل بالعفو ؟
- المعايير عديدة من ضمنها العفو عن العديد من النزلاء في مناسبات كثيرة، ونحن من جانبنا نقوم برفع كشوف خلال شهر رمضان المبارك، وفقاً لضوابط معينة، من أهمها حسن سيرة وسلوك النزيل أثناء قضائه فترة العقوبة، ومدى تقبله لبرامج الإصلاح وإقباله عليها، إضافة إلى إنهائه مدة معينة من فترة عقوبته، وهناك عفو سام آخر يغمر به سمو أمير البلاد المفدى النزلاء خلال اليوم الوطني للدولة، واليوم الوطني لحقوق الإنسان.
> كيف تقيمون الدور الاجتماعي الذي تقوم به إدارة المؤسسات العقابية إزاء النزلاء ؟
- نحن نولي اهتماما كبيرا بهذا الجانب فهناك باحث اجتماعي يتولى دراسة مشاكل النزلاء وبشكل سري للغاية حيث تعتبر اسرار النزيل الخاصة أمانة ويتم التعامل مع هذا الجانب بمهنية كما نقوم ايضا بإقامة برامج مختلفة مثل الفرصة الثانية مع مركز التأهيل الاجتماعي " العوين " بدءا من عام 2010 حيث تم تنفيذ ثلاثة برامج سابقة ويجري حاليا العمل في النسخة الرابعة ويستمر البرنامج خلال الفترة من شهر ابريل حتى اكتوبر من كل عام وبلغ عدد الملتحقين في هذه البرامج اكثر من 100 نزيل وهو يتضمن برامج حماية اجتماعية ونفسية مكثفة كما يتم التنسيق مع مراكز اجتماعية اخرى مثل إدارة الحماية الاجتماعية ومركز التأهيل الاجتماعي.. ونقوم ايضا بإقامة برامج اجتماعية وترفيهية ودينية مع مؤسسة ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية راف.
إلى جانب برنامج الرعاية اللاحقة الذي نقوم بتنظيمه من اجل إعادة دمج النزلاء في المجتمع عقب الإفراج عنهم.
> ما هو تقييم المنظمة الدولية للمؤسسات العقابية للجهود التي تقومون بها مع النزلاء ؟
- نحن أعضاء في المنظمة وهناك تواصل دائم معها، ونحن نفخر بأن قطر تعتبر من الدول المتميزة في مجال إصلاح وتأهيل النزلاء، وبفضل الله نحصل على إشادة دائمة من المنظمات واللجان المعنية بحقوق الإنسان عند زياراتها المفاجئة للمؤسسة.
> وهل كان لدى المنظمة أي ملاحظات على الجهود المبذولة ؟
- يتركز اهتمام تلك المنظمات على حسن معاملة المحكوم عليهم، وعدم تعرضهم للتعذيب أو لأي انتهاكات لحقوقهم الإنسانية، وفقاً للمعاهدات الدولية بهذا الخصوص، ومن خلال الزيارات المتكررة لهذه المنظمات واللجان لم ترصد أي حالة انتهاك في السجن. وعندما تكون لديهم اي ملاحظات على مستوى الخدمات يتم تنفيذ توصياتهم ونحن نحرص في كل عام أن يكون لدينا مزيد من الخدمات الجديدة التي نوفرها بدعم مباشر من وزارة الداخلية.
> ما هي الخدمات التي لقيت استحساناً من جانب تلك المنظمات ؟
- نتلقى إشادة من الجهات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان والجهات الأخرى التي تقوم بزيارة المؤسسة، وهم يبدون إعجابهم بالمكتبة التي تحوي أكثر من 11 الف كتاب وكذلك المنشآت، والوجبات الغذائية، ومشغل النزلاء الذي يحتوي على عدة أنشطة، مثل الرسم، والنحت، والورشة التراثية.
> ما هي أهم ملامح برنامج إعادة التأهيل الذي تنتهجه المؤسسة؟
- لدينا برنامج للتدريب الفني والمهني، وهناك برنامج للدراسة بنظام المنازل، وكذلك دورات تدريبية في مجال الكمبيوتر، علاوة على برامج الإرشاد النفسي والديني، وهذه الانشطة جميعها من شأنها إشعار النزيل بأهميته وكيانه، ما يسهل عودته الى المجتمع واندماجه فيه بشكل سريع.
> هل هناك تعاون بين إدارة المؤسسات وبعض الجهات الأخرى في الدولة؟
- بالفعل هناك تعاون بين الإدارة والعديد من الجهات منها على سبيل المثال إدارة الضمان الاجتماعي بوزارة الشؤون الاجتماعية حيث تقوم مشكورة بصرف مساعدات للنزلاء وأسرهم، وإيجاد فرص عمل لهم بعد خروجهم من المؤسسة، بالتعاون مع عدة جهات بالدولة وهي تتفهم أن هؤلاء النزلاء هم أبناؤنا ويجب علينا جميعاً تقبلهم والتعاون لعدم عودتهم إلى الجريمة كما نعاونهم بمنحهم توصيات رد الاعتبار.
وتحرص وزارة الداخلية على متابعة هؤلاء النزلاء بعد الإفراج عنهم فيما يعرف بالرعاية اللاحقة لاسيما من خلال إيجاد فرص عمل مناسبة لهم، وقد تم متابعة العديد من الحالات حتى تم تعيينهم في أكثر من جهة.
> الأعمال الفنية الخاصة بالنزلاء تلقى إقبالاً لافتاً من مختلف شرائح الجمهور عندما يشاهدونها في المعارض المختلفة ؟
- هذا المشروع كان الهدف منه ملء أوقات فراغ النزلاء بما هو مفيد، ومن خلاله تم اكتشاف أن أغلب النزلاء لديهم العديد من المواهب غير أنهم لم يكتشفوها قبل دخول السجن... وكان من بين هؤلاء النزلاء من لديهم مواهب فذة تحتاج إلى الرعاية والأخذ بيدها، وتطور المشروع إلى أن أصبح يشمل مجالات عديدة منها الرسم والنجارة وفن الآركت والنحت وغيرها من الحرف، وأصبحت الأعمال الفنية التي يشارك بها النزلاء في المعارض المختلفة تدر عليهم دخلاً جيداً يصرفون منه على أنفسهم وعلى أسرهم، وتلقى رواجاً كبيراً وإقبالاً من الجمهور.
> ماذا عن تاريخ بناء السجن المركزي ؟
- السجن تم بناؤه في 13 فبراير عام 1986، وهو يضم سجناً للرجال، وآخر للنساء، وهناك سجن للموقوفين (الحبس الاحتياطي).. وهو يسع حوالي 800 نزيل.
> كيف تتعاملون مع الحالات المرضية ؟
- لدينا عيادة طبية متكاملة بها أطباء في جميع التخصصات الطبية وطاقم طبي متكامل، إضافة إلى المرافق الطبية، وغرف التنويم، والصيدلية، ويبذل هذا الطاقم جهوداً كبيرة للكشف المبكر عن الأمراض المعدية والقابلة للانتشار ويتم عزل المرضى. وفور دخول النزيل للمؤسسة يتم فحصه مباشرة للتأكد من أنه لا يحمل أي أمراض معدية، ويتم فتح ملف طبي له. وبهذه الاحتياطات الطبية، يتم عمل الإجراءات الوقائية اللازمة من انتشار أي عدوى.