في رحاب الأسماء الحسنى المهيمن

في رحاب الأسماء الحسنى

المهيمن


الدليل من القرآن:
(1) قال تعالى: «هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ» [الحشر: 23].
الشرح:
جاء في «المعجم الوسيط» (ص/ 1005):
«هيمن فلان على كذا: سيطر عليه وراقبه وحفظه، وهيمن الطائر على فراخه: رفرف.
والمهيمن: من أسماء الله تعالى، بمعنى الرقيب المسيطر على كل شيء الحافظ، وفي التنزيل العزيز: «مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ» اهـ بتصرف يسير جداً.
(1) ومن معاني اسمه «المهيمن»: أي الشاهد على خلقه بما يكون منهم، كما قال تعالى: «وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ» [يونس: 61] فهو بمعنى الرقيب والحافظ.
(2) ومن معانيه: القائم على الشيء الراعي له والمسيطر عليه، فهو فوق عباده بذاته، مطلع عليهم، شاهد لا يغيب، قدير لا يُعجَز، حليم لا يَعجَل، قاهر لهم، محيط بهم، وكل شيء إليه فقير، وكل أمر عليه يسير، لا يخرج عن قدرته مقدور، ولا ينفك عن حكمه مفطور.
(3) ومن معانيه: الذي لا يُنقِص الطائعَ من ثوابه شيئاً، ولا يَزيد المذنبَ عقاباً على ما يستحق، فلا يعاقب إلا بقدر ذنبه، ولا تظلم نفس شيئاً.
مليك على عرش السماء مهيمن ***
لعزته تعنو الوجوه وتسجد
التعبد بهذا الاسم:
(1) إذا عرف العبد معنى اسمه «المهيمن» عز وجل، اتقى ربه في قوله وفعله لعلمه أن الله مهيمن رقيب مطلع على سره، وأنه سبحانه لا يمنعه حجاب ولا ستر أن يرى عبده حال ذنبه، ويجازيه على صنعه، وأنه سيعاقب كل ظالم على ظلمه في العاجل قبل الآجل، وربما رأى العاصي سلامة ماله وبدنه فظن أنه لا عقوبة، ولكن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.
(2) وأيضا: المتعبد لله باسمه «المهيمن» يصدع بالحق ولا يخاف في الله لومة لائم، فإن النفس قِوامها ومرجعها إلى خالقها، وهو مهيمن عليها وعلى الخلائق أجمعين، فيدفعه ذلك إلى أن يتعزز بعزة الله، ويعمل في مرضاته، ويستعين به دون غيره، متوكلاً عليه، راضياً بقضائه وقدره، فالأمور بيده، والعباد في قبضته، مهيمن، قدير، شاهد لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض.
(3) خوفك من الله وحياؤك من شهادته عليك إن عصيته، فهو المهيمن عليك، ورجاؤك شهادته لك إن أطعته، فهو الذي لا يُنقِص الطائعَ من ثوابه شيئا.
جلالك يا مهيمن لا يبيد *** وملكك دائم أبداً جديد
وحكمك نافذ في كل أمر *** وليس يكون إلا ما تريد

تسلمين أختي على الموضوع الجميل..
الموضوع يستحق المتابعة ...

جزآك الله خير الجزاء ونفع بِك