حرفة الكرابة بالمغرب
إنها حرفة ليست ككل الحرف، وممتهنوها يختلفون في هندامهم وسلوكاتهم عن كل الحرفيين،
الكراب المغربي
بملابسه الزاهية المزركشة وناقوسه النحاسي الذي يتردد صداه في الامكنة المزدحمة التي يمر بها و الشوارع والازقة ليسقي الناس شربة ماء خاصة في الحر القائظ..
يقنع الكراب بدريهمات قليلة يظفر بها أو بمجرد دعاء الترحم على والديه مما يشعره بالزهو لممارسة مهنة مغربية قديمة هي اليوم في طريقها للانقراض..”الكراب” أو الساقي المغربي بين الامس واليوم كان زمان لا غنى عنه في أي بيت مغربي حيث يكلف في المدن بجلب الماء الى البيوت والحفلات والاعراس بينما يتولى في الاسواق الشعبية والقرى مد الناس بالماء من قربته الجلدية المتميزة التي يحملها على ظهره.
وقد تجاوزت شهرة الكراب المغربي الحدود وأصبح رمزا فلكلوريا بملابسه التقليدية العتيقة والغريبة أحيانا. كما رسم بريشة فنانين كبار خاصة الفرنسيين الذين كانوا في المغرب في فترة الحماية بين عامي 1912 و1956 .
وصور الكراب مطبوعة على ملصقات المغرب السياحية الاعلانية وفي ردهات الفنادق السياحية الكبرى. كما قد يظفر الكراب بصورة تلتقط له مع سائح أجنبي تعود عليه بدراهم أكثر من تلك التي يجنيها من وراء سقاية الناس.
يتكون لباسه التقليدي الذي يكون عادة أحمر اللون من قطعة من الصوف أو القماش الاحمر المزركش ومجموعة من الاقداح مصنوعة من النحاس الخالص يعلقها على صدره بالاضافة الى القربة الشهيرة المصنوعة من جلد الماعز بعد أن يتولى تنظيفها جيدا بواسطة الملح ومواد الدباغة.
أما قبعته المكسيكية الشكل فتقيه حر الشمس اللافح وتضفي بألوانها الزاهية رونقا وأناقة محلية فلكلورية على لباسه التقليدي.
يتهافت أصحاب البازارات المتخصصة في بيع التحف القديمة على اقتناء أقداح الكراب وناقوسه النحاسي لجودة معدنها وندرته.
وأغلب الكرابة المغاربة المتبقيين – وهم قله بالمقارنة مع السابق – تفوق سنهم الخامسة والخمسين في مهنة لا تكفل لهم سبل العيش الكريم وليس فيها لا تقاعد ولا اي ضمان اجتماعي.
ويتحول أغلب الكرابة في الشتاء الى أشباه متسولين بلباسهم التقليدي يستجدون المارة.
يقول الكرابة “هذه مهنة الخير والبركة من يمتهنها لا يرجو الغنى وانما أجرها أكبر من الدريهمات التي لا تسد الرمق.”
الا ان المخاوف الصحية ربما تمنع الناس من التعامل مع الكراب مما يهدد مستقبل هذه المهنة العتيقة.