مغارة جعيتا.. جوهرة السياحة في لبنان
تقع مغارة جعيتا بوادي نهر الكلب على بعد نحو 20 كلم شمال بيروت، وهي مغارة عملاقة تقع فوقها 6 قرى في لبنان، وتتميز بأن حرارتها لا تتغير، وتتكون من طبقتين عليا وسفلى، سفلى وطولها 7800 متر وعليا تمتد إلى مسافة 2200 متر في عمق الجبال.
ويرتفع عند باب المغارة ما يؤكدون أنه أكبر عمل نحتي حديث في الشرق الأوسط، وهو تمثال طوله 6 أمتار ووزنه 75 طنا، ونحته الفنان اللبناني طوني فرح، وسموه «حارس الزمن» وجعلوه حارسا للمغارة التي يعتقدون أنها تكونت منذ مليوني عام، ونحتت فيها الطبيعة كنوزا نادرة أمام النظر عبر مئات الآلاف من السنين.
ومن ميزات «جعيتا» أن درجة الحرارة في قسمها العلوي «تبقى ثابتة عند 22 مئوية ليلا ونهارا وفي الصيف والشتاء من دون أن تتغير على مدار العام، أما السفلى فحرارتها 18 مئوية وثابتة أيضا في جميع الظروف.
ومكتشف مغارة جعيتا هو الأميركي وليام طومسون، السائح والرحالة والمبشر الذي عاش في بلاد الشام، المعروفة أيضا بسوريا الطبيعية، وتجوّل فيها بدءا من 1832 طوال 34 سنة، وألف كتابا سماه «الأراضي المقدسة والكتاب» وصف فيه ما عايشه ورآه في المنطقة.
اكتشف طومسون القسم السفلي من جعيتا في 1836 بالصدفة، وتوغل فيه 50 مترا تقريبا، وبعدها وقف عند نقطة وأطلق رصاصة من بندقية صيد كانت معه، ومن تردد صدى العيار الناري أدرك بأن للمغارة امتدادا جوفيا كبيرا، فذكر ما اكتشفه في كتابه.
والمغارة غنية بالسراديب والأنفاق والمتدليات من أعمدة نازلة من السقف نحو أرضها، وهي النوازل التي تبدو كالثريات أو منه إلى سقفها وهي الصواعد، إضافة إلى أحافير بدت كمنحوتات حفرتها المياه الكلسية وصبغتها بألوان الذهب والفضة والأخضر والأزرق والرمادي والبنفسجي وأعطتها هيبة خاصة.
وفي جعيتا قباب وقاعات مكتظة بأشكال عشوائية متنوعة، منها قاعة ارتفاع سقفها 108 أمتار، مع ستائر كلسية متوهجة وبحيرة ونهر جار يمكن العبور على مائه الساكن بالزورق، مع تكوينات صخرية يصعب العثور على مثيلها خارج المغارة عادة.