أكدوا أن المدارس "الدولية" أكثر انضباطاً ..أولياء أمور لـ الراية:
الرسوب في "المستقلة" بالجملة
خلل الإدارة والمناهج ومستوى المعلمين .. تتصدر التحديات
القسائم التعليمية رفعت نسبة الإقبال على المدارس الدولية
سياسة التقويم السلوكي بالمدارس المستقلة لا يتم تفعيلها
قرارات مجلس التعليم " متذبذبة" وغير مستقرة .. وتربك الطلاب
كتب - محروس رسلان:
أكد عدد من أولياء الأمور لـ الراية أن حزم إدارات المدارس الخاصة والدولية على الانضباط والالتزام بسياسة التقويم السلوكي للطلاب وارتفاع نسبة الرسوب أهم أسباب إقبال المواطنين على إلحاق أبنائهم بالمدارس الخاصة.
وأشاروا الى أن نظام القسائم التعليمية أتاح المزيد من الخيارات أمام أولياء الأمور لإلحاق أبنائهم بالمدرسة التي يرونها أفضل في الخدمات التعليمية ، إلا أن قبول الطلاب القطريين بالمدارس الخاصة يصطدم بمشكلة اختبارات القبول ، حيث تكشف تلك الاختبارات عن ضعف مستوى الطلاب في بعض المواد وفي مقدمتها الانجليزية.
وأكدوا أن المدارس المستقلة فقدت بريقها كبيئة جاذبة للطلاب ومناخ ملائم للعملية التعليمية المتميزة، بسبب تذبذب المجلس في اتخاذ القرارات ، حيث تصدر القرارات بشكل مفاجئ ودون دراسة قبل إلغائها او تعديلها بعد ذلك .
وأشاروا الى أن هناك الكثير من المطالب الخاصة بأولياء الأمور لم يتم الاستجابة لها مثل تقليص ساعات الدوام الدراسي ، لم يستجب المجلس لها ، لافتين الى أن كثيرا من أولياء الأمور يحرصون على إلحاق أبنائهم بالمدارس الخاصة نظرا لتوفر ميزات هامة في الخدمات التعليمية وفي مقدمتها ارتفاع مستوى الأداء للإدارة وهيئة التدريس ، وارتفاع نسبة التحصيل من الطلاب ، وكذلك نسبة النجاح والمجاميع المرتفعة بالمدارس الخاصة مقارنة بالمدارس المستقلة .
وأوضحوا أن من بين أسباب الإقبال على المدارس الخاصة والدولية هو وجود منهجية وسياسة مستقلة للمدارس الاجنبية والخاصة، واستقلالية إدارات المدارس الخاصة والاجنبية في الادارة وطرق التدريس والمناج ،عكس المدارس المستقلة التي تشهد ضعفا في تحصيل الطلاب وعدم إعطاء المديرين والمعلمين صلاحيات كافية تمكنهم من تقويم سلوكيات الطلاب ،فضلا عن عدم تفعيل سياسة التقويم السلوكي فعلياً على طلاب المستقلة عكس المدارس الخاصة التي تلتزم باتخاذ الإجراءات القانونية المنصوص عليها في سياسة التقويم السلوكي.
يؤكد السيد عدنان العامري أن السبب الرئيسي لإلحاق أولياء الأمور القطريين لأبنائهم بالمدارس الخاصة والاجنبية بدلا من المستقلة هو توفير تلك المدارس لبيئة مثالية للطالب وحزم إدارة المدرسة في السيطرة على السلوكيات السلبية للطلاب عبر تطبيق سياسة التقويم السلوكي ، فضلا عن ارتفاع مستوى المعلمين وتطور وسائل التدريس والتقييم والتواصل الدائم مع أولياء الأمور لمتابعة المستوى الأكاديمي والسلوكي لأبنائهم.
وأشار الى أن فكرة المدارس المستقلة التي بدأت عام 2004م كانت رائعة ولكن أولياء الأمور لم يتقبلوا الفكرة في البداية وعجز مديري المدارس والإداريين في نقل هذه الفكرة الجميلة وإقناع أولياء الأمور بها، حيث لجأ أولياء الأمور الى المدارس الخاصة والدولية ولعبت الحاجة الى اتقان الانجليزية في العمل كشرط أساسي في التوظيف الى إلحاق المواطنين لأبنائهم بالمدارس الخاصة والدولية.
وأوضح أن هناك مواطنين يلحقون أبناءهم بالمدارس الاجنبية لان بها اهتماما نوعا ما بالطالب بما يوفر له الرعاية، فضلا عن قلة أعداد الطلاب بالفصل المدرسي هناك مقارنة بأعدد طلاب الفصل في المستقلة.
وأشار الى أن نجاح العملية التعليمية في المدارس المستقلة مرتبط بتطوير أداء الإدارة والمعلمين والطلاب فضلا عن تطوير المناهج الدراسية ، لان العملية التعليمية تكاملية .
وأشار الى أن مستوى الكثير من المدارس الخاصة والاجنبية أقل من المدارس المستقلة ، حيث نجحت الاخيرة في تطوير أدائها والتغلب على المعوقات التي كانت تعاني منها في السابق.
وقال: المدارس المستقلة خطت خطوات ممتازة ولكننا ندعو الى الاهتمام بتفعيل سياسة التقويم السلوكي للطلاب، وحسن الإدارة بعد توحيد المناهج ما يجعل الأمور بالمستقلة أفضل اذا ماتم علاج تلك السلبيات.
وأضاف: لايفكر بعض أولياء الأمور بجودة التعليم وليس عندهم ثقافة أكاديمية وينظرون الى البيئة الاجنبية دائما على أنها أفضل وأهدأ مناخا من المدارس المستقلة .
وقال: هناك اهتمام سلوكي وعناية بالطلاب في المدارس الاجنبية والدولية حيث يلعب المقابل المادي الكبير دورا حيويا في هذا الاهتمام.
وأكد أن الكثير من المدارس الاجنبية بها أخطاء أكاديمية قاتلة تؤدي مستقبلا الى عزوف الطالب عن الدراسة حيث يدرس طالب kg1 ثلاث لغات ، فلا شك لن يستطيع ذلك وسيكون لذلك تأثير سلبي عليه.
وانتقد العامري ضعف الثقافة الدينية وعدم الاهتمام بها في المدارس الاجنبية ومدارس اللغات ، ما يكون له انعكاس سلبي على الطلاب مستقبلا، لان مثل هذه المادة جزء أساسي في تنشة الطالب بحيث تربطه بمجتمعه وثقافته وعاداته.
وأكد أن هذه المدارس قائمة على الربحية بشكل لافت للانتباه فالمفروض عندما يزيد العدد بالمدارس الخاصة يصير هناك تنافس ومن ثم يدفع ذلك الى عمل عروض يتم خلالها تقليل أسعار الرسوم وليس العكس.
وترى السيدة أمينة العمادي عضو مجلس أمناء إحدى المدارس المستقلة، أن إعلان المجلس الأعلى للتعليم تكفل الدولة بدفع قيمة الكوبونات للمواطنين ومنحه حق اختيار المدرسة لأولياء الأمور شجعهم على إلحاق أبنائهم بالمدارس الاجنبية والدولية.
وقالت: وزاد من توجه أولياء الأمور الى إلحاق أبنائهم بالمدارس الاجنبية والدولية بدلا من المدارس المستقلة تذبذب المجلس في القرارات وهو ما دفعهم الى إلحاق ابنائهم بالمدارس الاجنبية التي لاتسري عليها قرارات المجلس لوجود منهجية خاصة بها وسياسة تعليمية مستقلة.
وأكدت أن كثيرا مدرسي المستقلة لا يتمتعون بكفاءات عالية وهو ما يدفع أولياء الأمور الى تحويل أبنائهم للدراسة بالمدارس الخاصة، وإن كانوا يصطدمون باختبارات القبول في تلك المدارس خاصة الدولية والمتميزة ، وهو ما يعكس مستوى أداء الطلاب في المدارس المستقلة فيما يتعلق باللغة الانجليزية.
وأرجعت تغلب شخصية الطالب على المعلم لعدم قدرته على معاقبة الطالب، ومن ثم لا يستمع الطالب للمدرس لعدم وجود إجراءات تمكن المدرس من السيطرة على الطلاب، لافتة الى أن الوزارة كانت قديما تعلق اسم الطالب المشاغب على كل المدارس عقابا له.
وأشارت الى أن الاداريين ليس لديهم صلاحيات كافية لمعاقبة الطالب المشاغب، مؤكدة أن العكس هو الذي يحدث حيث يعاقب الاداري والمعلم إن هما قاما بمحاولة تهذيب أخلاق الطالب الذي يعد المعلم وليا لأمره في المدرسة.
وقالت: اذا لم تُمنح السلطة القوية للمعلم فلن يسمع منه الطلاب ولن يخافوه او يحترموه، وهذا هو السبب الحقيقي وراء ارتفاع نسبة الرسوب ، كما أن بعض المديرين سلبيون وغير مؤهلين لإدارة المدارس.
وأضافت: أستطيع حصر أسباب تحول المدارس المستقلة الى بيئة غير جاذبة لأبناء المواطنين في عدة أسباب منها تذبذب المجلس في قراراته حيث يقوم باتخاذ قرارات مفاجئة ثم يقوم بتغييرها بعد ذلك، وايضا الدوام الطويل لطلاب المدارس المستقلة، وتوفير المجلس للكوبونات التي جاءت على حساب المدارس المستقلة، مشيرة الى أن المدارس الحكومية قديما كانت صاحبة السوق الأروج والتعليم الأجود والأفضل.
وقالت: من بين أسباب التسجيل في المدارس الاجنبية والدولية بدلا من المستقلة هو وجود منهجية وسياسة مستقلة للمدارس الاجنبية والخاصة، وايضا ضعف إشراف المجلس على المدارس الاجنبية وعدم التدخل في شؤونها بالنسبة للمناهج والمقررات والإجازات والسياسات.
وأضافت: ومن بين الأسباب كذلك ضعف تحصيل الطلاب في المدارس المستقلة وعدم إعطاء المعلم صلاحيات كافية وعدم إعطاء مدير المدرسة صلاحيات قوية، ووقوف بعض مديري المدارس في وجه المعلم والإداري بما يؤثر سلبا على مصلحة الطالب مستقبلا لوجود قيود على مديري المدارس.
وأشارت الى أن عدم تفعيل سياسة التقويم السلوكي بالمدارس المستقلة وهو ما ينعكس على سلوكيات الطلاب ونسبة الانضباط المطلوبة ، وهو يمثل أهم الاسباب التي تجعل المواطنين حريصين على إلحاق ابنائهم بالمدارس الخاصة والاجنبية التي تلتزم بأهداف العملية التعليمية والتي تعتمد على التربية قبل التعليم الجيد.
وقالت: 80 % من طلبة المدارس المستقلة دخلوا اختبارات الدور الثاني، فهناك ورقة واحدة فقط او ورقتان لأسماء الناجحين وهناك 30 ورقة أخرى لأسماء الطلبة الذين تقرر أن يخوضوا امتحانات الدور الثاني، لافتة لوجود عدم شفافية في النظر في التظلمات الخاصة بالمواد حيث يجري فقط إعادة رصد الدرجات ولا يتم إعادة تصحيح المادة، او إطلاع أولياء الأمور عليها على الرغم من انه يحق لأولياء الأمور الاطلاع على أوراق أبنائهم.
ويرى السيد عبد الله أحمد آل سلامة أن القوانين المنظمة للمدارس المستقلة معقدة ونسبة الرسوب بها كبيرة، وهذا من أبرز أسباب تسجيل أولياء الأمور لأبنائهم في المدارس الاجنبية والخاصة.
وقال: الاختبارات الوطنية مثلا صاحبة الدرجات العليا تكون اختبارت صعبة على الطلاب ، وهو ما دفع بأولياء الأمور بالهروب من تلك المدارس الى المدارس الاجنبية والخاصة التي توفر لابنائهم حظا أوفر من ناحية العلم وطرق التدريس والعناية، لافتا الى أن المدارس المستقلة باتت قليلة الفائدة حيث يقضي الطلاب الأوقات في النشاطات واللعب.
وأضاف: النتائج في المدارس المستقلة كانت مفاجأة وصادمة بسبب خلل في المناهج والاختبارت الوطنية صاحبة النجاح والرسوب والنصيب الأوفر من الدرجات والتي يختبر الطلاب خلالها من خارج المنهج.
وقال: إن كثيرا من طلبة المدارس المستقلة يكتفون بالثانوية العامة ويبدأون بالبحث عن وظيفة إدارية او ما شابه، حيث ينقطع بهم الطموح العلمي عند هذه المرحلة.
وأكد أن أزمة المدارس المستقلة هي أزمة مناهج وإدارة واحترام للمعلم من قبل الطلبة، حيث ما زال المعلمون يعانون من عدم وجود صلاحيات للسيطرة على الطالب كخطوة أولى لتعليمه.
ورأى السيد محمد الدهنيم أن نوعية البيئة المدرسية هي السبب لأنها إن لم تكن ملائمة للطالب والمعلم فلن تحدث النتيجة المثلى من المؤسسات التعليمية، لافتا الى أن قرارات المجلس بحاجة الى المراجعة خاصة توقيت خروج طلابنا الصغار إذ كيف يجلس طفل عمره 6 سنوات في المدرسة حتى الساعة الواحدة والنصف وما هي المعلومة التي تستدعي جلوسه بالمدرسة طوال هذا الوقت، مشيرا الى أنه يتسلم ابنه من المدرسة في الواحدة والنصف، في ظل أعداد كبيرة من السيارات وعدم وجود إلا مدخل ومخرج وحيد للمدرسة.
وأكد أن أهم النقاط السلبية في المدارس المستقلة والتي حولتها الى مناخ غير جاذب هي ضعف توصيل المناهج في تلك المدارس الى الطلاب، وضعف مؤهلات الكثير من معلمي المدارس المستقلة، وضعف سيطرة المدرس على الطلاب ما يؤثر سلبا على العملية التعليمية لافتا الى انه قديما كان للمعلم صلاحيات لتقويم سلوك الطالب بحيث يحترم معلمه ويحسن الاستماع إليه.