أكملوا دراساتهم العليا بجامعات عالمية
عودة 7 مبتعثين قطريين للعمل بالجامعة
الطلبة ابتعثتهم الجامعة للدراسة واستقطبتهم بعد التخرج
كتبت - هناء صالح الترك:
استقبلت جامعة قطر سبعة من مبتعثيها بعد أن أكملوا دراساتهم العليا في جامعات عالمية، حيث التحقوا فورًا بالكادرين الأكاديمي والإداري بالجامعة، وذلك ضمن مشروع استقطاب الكفاءات القطرية الذي أطلقته الجامعة منذ فترة .
وقد التحق المعنيون بالعمل في كليات الآداب والعلوم، الهندسة، القانون، الإدارة والاقتصاد وكلية التربية، حيث التحقت الدكتورة مشاعل الصباح بكلية الهندسة، بعد تخرجها من جامعة وترلو في كندا، ود.خليفة الهزاع بكلية الآداب والعلوم بعد حصوله على شهادة الدكتوراه من جامعة ميزوري بالولايات المتحدة، فيما انضمّت كل من سارة النعيمي ومي النعيمي للكادر الأكاديمي بكلية الإدارة والاقتصاد بعد حصولهما على الماجستير من جامعتي أدنبرة ولندن للعلوم الاقتصادية على التوالي.
فيما انضمّت شيماء القره داغي، بعد حصولها على شهادة الماجستير من جامعة نورث إيسترن بالولايات المتحدة، إلى كلية الهندسة، وموزة النعيمي، التي حصلت على شهادة الماجستير في القانون من جامعة ديوك بالولايات المتحدة، بكلية القانون. والتحقت أ.عائشة أحمدي بكلية التربية بعد حصولها على شهادة الماجستير من جامعة كولورادو بالولايات المتحدة.
وتسعى جامعة قطر إلى تعزيز التعاون مع مختلف الجامعات العالمية المرموقة لابتعاث خريجيها ومنتسبي هيئتيها الأكاديمية والإدارية من القطريين إليها وتذليل كافة الصعاب أمامهم لتشجيعهم على استكمال مشوارهم الأكاديمي والعودة لرفد الجامعة بالكفاءات الوطنية، حيث يعتبر الطلبة المبتعثون العائدون إلى الجامعة بعد سنوات من الدراسة في الخارج مصدر إلهام للطلبة الجدد.
وحول تجارب المبتعثين ورحلاتهم الدراسية، قالت الأستاذة شيماء القره داغي لـ الراية: حصلت في الثانوية العامة على نسبة 92.1% ما أهلني للالتحاق بالتخصصات العلمية المختلفة، وفي تلك السنة بالذات (2001) تم فتح المجال أمام الطالبات في جامعة قطر للالتحاق بكلية الهندسة وكانت هذه أول تجربة في قطر للطالبات فقرّرت أن أخوض التجربة .
وقالت: كان هناك تخصصان في الهندسة للطالبات هما هندسة الكمبيوتر والهندسة الصناعية والنظم الإدارية، وكان هناك عرض للدكاترة عن كلا التخصصين، وشعرت أن الهندسة الصناعية والنظم الإدارية أقرب لما أود فعله مستقبلا، فعلى سبيل المثال باستطاعة مهندس النظم تقييم وتطوير الأنظمة الهندسية والإدارية في أي مجال والتخطيط الشامل للمشاريع وعمل دراسة جدوى وتطوير مكان العمل بتقنيات هندسية.
وتابعت: كان مجال الابتعاث لتكملة الدراسات العليا من جامعة قطر مفتوحًا أمام القطريين والقطريات، وكانت الشروط آنذاك هي أن المعدل التراكمي لا يقل عن ٣ وأن تكون هناك رغبة من المبتعث للتكملة وأن يأتي بطلب قبول من الجامعة المبتعث إليها، وحين قرّرت أن أكمل الدراسة قدّمت طلبًا لكلية الهندسة وتمّت المقابلات وقبولي للابتعاث .
وقالت: ولأن اختياري كان للدراسة في الولايات المتحدة الامريكيه فهناك امتحان للقبول في الماجستير، فطلبت من مكتب البعثات إلحاقي بدورة مكثفة لهذا المجال وقد أبدوا تعاونًا كبيرًا من جانبهم والتحقت بالدورة قبل بدء دراسة الماجستير، ومن ثم حصلت على القبول في التخصص الذي أريده.
وبيّنت أنه خلال فترة الدراسة كانت هناك متابعة من الجامعة عن طريق الكلية ومكتب البعثات، وكانت الجامعة على تواصل دائم مع المبتعثين وكان مكتب البعثات يُطالب بإرسال تقارير في نهاية كل فصل دراسي عن مستوى الطالب وكشف درجاته، كما كانت هناك تحفيزات ومكافآت للطلبة المتفوقين والمتميزين، ومتابعة حثيثة لسلامة المبتعثين حيث يتم التواصل معهم في حالة وجود أحداث غير مستقرة في مناطق تواجدهم، مثلما وقع الصيف الماضي في إحداث انفجارات ماراثون بوسطن حيث قام المكتب بإرسال معلومات التواصل مع سفارة قطر هناك والتأكد من سلامة المبتعثين للولايات المتحدة الأمريكيه فور وقوع الحادث .
وأوضحت شيماء أنها حصلت على شهادة الماجستير في الهندسة الإدارية وكانت رسالتها حول "مصنع قطر لإعادة تصنيع السيارات.. كيفية التخلص من السيارات المهملة في قطر عن طريق إستراتيجية التوريد المغلقة"، وتدور فكرتها حول ظاهرة ملحوظة في قطر وهي أن عدد السيارات المهملة والمتهالكة في تزايد كبير والمشاكل الناتجة عنها كثيرة وقد تكون خطيرة (أخلاقياً وبيئياً وصحياً).
وقالت: بعد بحث طويل وجدت أنه قد تم التطرّق لهذه المشكلة عام 2008 ولكن لم يتم وضع حل جذري لها، فقرّرت أن يكون مشروع الماجستير عن إيجاد حل للمشكلة. فوجدت أن الأمر قد يتم حله عن طريق مصنع متخصص لإعادة تصنيع بعض الأجزاء والبعض الآخر يتم توريده للخارج.
كما تحدّثت شيماء عن الحياة الجامعية بين الماضي والحاضر، موضحة أن هناك أمورًا كثيرة اختلفت لا يمكن حصرها، قائلة: التحقت بجامعة قطر عام ٢٠٠١، وخلال الخمس سنوات التي قضيتها في الجامعة تم تطوير برنامج الهندسة الصناعية وفتح تخصصات أخرى للطالبات كالهندسة الكيميائية والكهربائية وأصبحت كلية الهندسة تستقطب العديد من الطالبات لجميع التخصصات، وبالنسبة لتخصصي (الهندسة الصناعية) فقد زاد إقبال الطالبات عليه بشكل ملحوظ جدًا، كما أن الزيارات الميدانية زادت وأصبحت مهمه في أغلب المواد الدراسية.. ومن جانب الخدمات لم يكن لكلية الهندسة مبنى مستقل للطالبات وكنا نأخذ المقرّرات في مبنى العلوم والمبنى الرئيسي وبعض معامل مبنى الطلاب، والآن نرى المباني التي تم إنشاؤها لكلية الهندسة للبنات والتجهيزات المتوفرة بداخلها وهناك خطة مستقبلية لإقامة وتجهيز مبان أخرى لاستيعاب التزايد في أعداد الطالبات، ولا ننسى المبنى الضخم الجديد للمكتبة والمجهز بأحدث التقنيات وبه غرف خاصة للدراسة الفردية .
وتابعت: أما على صعيد الأنشطة فالجامعة كانت ومازالت تشجّع وتتيح المجال لخلق جو خارج نطاق الدراسة البحتة في إطار وحدود المتعارف عليه. فحين كنت طالبة شاركت في العديد من الأنشطة والنوادي الطلابية وفعاليات داخل وخارج الجامعة، منها ملتقى اليوم المهني الأول الذي شمل العديد من شركات وموسسات الدولة وكانت فرصة للطلبة لتقديم طلبات التوظيف والتعرّف على مواقع عملهم في المستقبل، واليوم فإن من أبرز الأمور هي الدراسات العليا التي تعطي دافعًا وحافزًا للطلبة على إكمال دراساتهم، وهي بالفعل فرصة لا تعوض. ففي السابق، لم يكن المجال مفتوحًا للدراسات العليا لأي تخصص، الأمر الذي دفع البعض لعدم إكمال دراسته بسبب عدم القدرة على السفر للخارج .
وفي مجال الأبحاث، فاليوم لدى الجامعة ما يزيد على أربعة مراكز بحثية متخصصة في مجالات عديدة ومهمة. والنهضة البحثية، إن صح التعبير، زادت بشكل ملحوظ بين الطلبة في مخلتف الكليات، وتشجيع هيئة أعضاء التدريس للطلبة ودمج الأبحاث مع المقرّرات زاد روح المنافسة على العلم والتعلم والبحث.
ومن جانبه، وصف الدكتور خليفة الهزاع، عضو هيئة التدريس في قسم الرياضيات والإحصاء والفيزياء بكلية الآداب والعلوم، مشروع استقطاب الطلبة المبتعثين من جامعة قطر بأنه ناجح، وقال: نحن باكورة هذا المشروع. لقد عدت العام الماضي بعد أن أنهيت الدراسات العليا في الدكتوراة على أساس استكمال الرسالة وبعد عودتي أعطتني الجامعة مهلة لإكمال الرسالة، وأرى أن هذا المشروع مهم جدًا لتكوين الكفاءات القطرية .
وأضاف: في المرحلة الثانوية تم ابتعاثي من خلال وزارة التربية والتعليم وأنهيت مرحلة البكالوريوس بالولايات المتحدة في تخصص الرياضيات والإحصاء بعد ذلك التحقت بالجامعة بمسمى "أخصائي علمي" وبعد عام من العمل حصلت على قبول لإتمام الماجستير وكان هذا حكرًا على المعيدين (وأنا لم أكن معيدًا)، وهكذا ابتعثت إلى كندا والتحقت بجامعة مكيغل وحصلت فيها على الماجستير في الرياضيات وبعد ذلك استأنفت عملي كمساعد تدريس بكلية الآداب والعلوم.
وأكد د.الهزاع: في مرحلة الدكتوراة كانت ميزانية المجلس الأعلى للتعليم برعاية جامعة قطر وبعد عامين أو 3 أعوام انتقل مكتب الابتعاث إلى عهدة الجامعة وواجهنا بعض المصاعب في آلية الانتقال ولكن في النهاية انصب الانتقال في مصلحة الطالب بحيث زادت المورنة والاهتمام بالطالب المبتعث .
وبدورها، أكدت الأستاذة عائشة الأحمدي، مساعد تدريس في كلية التربية بالجامعة، أن الابتعاث مهم خاصة لأصحاب التخصصات غير الموجودة في قطر مثل تخصص ماجستير في "الاستشارات النفسية في الصحة العقلية الإكلينكية" وفرصة قيّمة تقدّمها جامعة قطر لتأهيل الكوادر القطرية في تخصصات يحتاجها سوق العمل بشدة، مشيرة إلى أن الجامعة من أكثر المؤسسات في الدولة التي تبتعث الكوادر القطرية للدراسات العليا بهدف العودة إليها والعمل فيها .