مقابل 60 ألف ريال
نصاب يبيع تذاكر سفر "مزيفة" لمواطن
الدوحة - الراية:
تعرض مواطن وأسرته لعملية نصب غريبة على يد مقيم سوري، استولى منه خلالها على 60 ألف ريال مقابل شراء تذاكر سفر إلى دولة أوروبية.
الواقعة بدأت بإيهام المتهم الهارب للمواطن بقدرته على توفير تذاكر له بأسعار مخفضة، تقل نحو 2000 ريال عن السعر الرسمي السائد في السوق.
فقام المواطن بمنح المتهم مبلغ 60 ألف ريال مقابل شراء 11 تذكرة، وفي اليوم المحدد للسفر حزم المواطن وأفراد أسرته أمتعتهم وتوجهوا جميعا وفي يدهم التذاكر إلى المطار تراودهم الأحلام السعيدة بقضاء إجازة ممتعة في رحاب الأجواء الأوروبية الساحرة وريفها الخلاب.
ولدى قيام المواطن بإنهاء إجراءات السفر باغتته وأسرته مفاجأة غير متوقعة هبطت عليهم جميعا كالصاعقة فقد اكتشفوا أن التذاكر التي بين أيديهم ما هي إلا أوراق مزيفة لا قيمة لها لأنها ببساطة تم إلغاؤها، وبالتالي أصبحت غير سارية.
المفاجأة كانت كبيرة إلى الدرجة التي جعلت المواطن يقف في مكانه لفترة غير قليلة من الوقت صامتا متسمرا، فقد كانت ثقته في المتهم بعيدة المدى ولا تشوبها شائبة، نظر المواطن حوله فطالع نظرة عميقة من الحزن والأسى في عيون أسرته الذين طالما حلموا بهذه الإجازة السعيدة وعكفوا منذ بداية الصيف على إعداد العدة من أجلها.
وتوقعوا أن يعودوا بحقائبهم وأمتعتهم من حيث أتوا إلا أن المواطن تمالك نفسه وأسرع بشراء تذاكر بديلة بالسعر الحقيقي لها وهو 6 آلاف و30 ريالا للتذكرة ووجد نفسه مضطرا لدفع مبلغ 72 ألف ريال لشراء تذاكر بديلة من المطار ولعدم تفويت فرصة الإجازة السعيدة على أسرته.
ركض المواطن بسرعة نحو مكتب الحجز الموجود بالمطار وسابق الزمن من أجل شراء تذاكر جديدة، نما إلى علم مسؤولي المطار وطاقم الطائرة قصة الموقف الحرج الذي تعرض له المواطن وأسرته فشاركهم الجميع المشاعر الصعبة ذاتها التي عايشوها ومن ثم تباروا في مد يعد العون للمواطن وأسرته لدرجة أنه تم تأخير وقت الإقلاع من أجلهم لعل وعسى أن يلحقوا بالطائرة.
وجدت الأسرة بارقة الأمل في استكمال الرحلة تلوح أمامهم في الأفق عندما تم تأخير موعد الإقلاع إلا أن شعورهم بأن الوقت يمر سريعا دون أن تنتهي الإجراءات كان يزيد من خفقان قلوبهم فتعود مشاعر اليأس لتضربهم مجددا بلا رحمة وتغلب مشاعر الإحباط على علامات التفاؤل التي تظهر أحيانا وتخبو أحيانا أخرى.
ورغم الشعور الذي انتاب معظمهم بأن المحاولات سوف تبوء بالفشل إلا أن المتفائلين منهم كانوا الرابحين حيث تمكنوا في نهاية المطاف من اللحاق بالطائرة رغم أنه تم توزيعهم في مقاعد متفرقة في أنحاء الطائرة.
وواصلت الأسرة رحلتها التي لا يمكن أن تنساها إلى أوروبا غير أنها اضطرت إلى إجراء تغيير شامل على برنامجها لكي يتلاءم مع الإمكانيات المادية الموجودة بعد أن فقدوا 60 ألف ريال من الميزانية المرصودة لها على يد ذلك "النصاب" عديم الضمير.
وبعد عودته إلى أرض الوطن واصل المواطن جهوده في ملاحقة ذلك النصاب الذي تبين أنه متهم على ذمة قضايا أخرى وممنوع من السفر وعقد العزم على ألا يتركه إلا بعد أن يأخذ جزاءه العادل.