شركات الوساطة تستخدم خيارات وبدائل غير ربوية
تزايد اهتمام القطريين بأسواق «الفوركس»
2013-09-14
تطورات كثيرة على مستوى العالم يشهدها العمل في مجال سوق العملات العالمية (الفوركس) والتداول الإلكتروني من أجل تعميق طرق التواصل والتعلم في مكان واحد والذي يعتبر من أهم الأدوات التي يحتاجها المتداولون المحترفون والجدد من جهة وشركات الوساطة والفوركس من جهة أخرى لتقديم العروض الأفضل والتواصل التجاري مع العملاء.
وقد طرح مؤتمر قطر الدولي للفوركس والتداول الإلكتروني الأول، والذي أقيم مؤخرا في الدوحة، العديد من التطورات الجديدة في هذا المجال لخدمة العملاء ولاستقطاب العدد الأكبر منهم خاصة في ظل التنافس الشديد بين كل هذه الشركات.
وأكد خبراء في هذا المجال
لـ «العرب» أن التداول الإلكتروني عبر الفوركس المتوافق مع الشريعة الإسلامية هو
الأكثر إقبالا من جانب المستثمرين العرب؛ وذلك لأسباب عديدة يأتي في مقدمتها العامل النفسي للمتداولين العرب الذين يرغبون في العمل بهذا المجال بشكل يسمح لهم بالربح وفقا للشريعة الإسلامية.
ويشير الخبراء إلى أن عددا كبيرا من شركات الوساطة العاملة في هذا المجال يقدر بـ%40 تقريبا تكون حريصة كل الحرص على توثيق العمل بالنظام الإسلامي وفقا لفتاوى معتمدة من دار الإفتاء المصرية حتى لا يتم التلاعب في العمليات ولكي تكون الشركة معتمدة بشكل رسمي في هذا المجال والذي يركز بشكل أساسي على عملية (التبييت) للمبيعات والمشتريات التي تتم في عملية التداول الإلكتروني.
وشدد الخبراء على أن الإقبال على التداول وفقا للشريعة الإسلامية يزيد من فترة إلى أخرى؛ ولذلك تحرص الشركات العالمية على إيجاد فرع داخلي لها يتوافق مع الشريعة الإسلامية للتعامل مع العملاء القطريين والعرب الأكثر طلبا لهذا النوع من التداول.
عملية التبييت هي الفيصل
ومن جانبه، أكد سيد محمد مدير تطوير الأعمال في شركة (آي سي كابيتال) ومقرها الرئيسي في لندن والحائزة على المركز الثالث في بطولة العرب للتداول والمرخصة من هيئة الخدمات المالية والسلوكيات أن معنى الحساب الإسلامي يتلخص في (تبييت) العملية لأكثر من يوم دون تحديد للربح وقال: «طالما مر على العملية يوم لا يكون هناك فائدة ربوية وهذا هو المعنى الحقيقي لعملية التداول الإسلامي».
العمولة زيرو
وأشار سيد محمد إلى أن الإقبال كبير للغاية على التداول وفقا للشريعة الإسلامية من القطريين والعرب، مؤكداً على أن هذا التداول يعتبر سلاحا ذا حدين وهو ما يعلمه العميل بشكل جيد، مشيراً إلى أن الأهم بالنسبة للعملاء في هذه الجزئية أن تكون المبالغ المالية التي يحصل عليها حلالا وأن %90 من العملاء يرغبون في ذلك وهم من العرب بشكل أساسي.
وأوضح سيد محمد أن العمولة في هذا النوع من التعاملات تكون (زيرو) والشركة تحصل على الفروق من البنك وليس العميل وأن جميع الشركات التي تعمل في هذا النوع من التداول تقبل بهذا الشرط وفقا للفتاوى التي تحصل عليها من دار الإفتاء.
فتوى دار الإفتاء
وقال سيد محمد: «نحن معنا فتوى من دار الإفتاء المصرية منذ عام 2004 على أننا نعمل وفقا للشريعة الإسلامية في عملية التداول الإلكتروني ولكن في الوقت نفسه ليس كل الشركات التي تعمل في هذا النوع لديها فتاوى رسمية وهي تختلف من شركة إلى أخرى، ولكن الذي يحسم الموضوع هو عملية التبييت لأي عدد من الأيام، خاصة أن هناك بعض الشركات تشترط مرور 10 أيام على العملية وبعدها تحصل على الفائدة أو هامش الربح من العميل ولكن هذا وفقا للفتاوى ليس بتعامل إسلامي، خاصة أن شرط عدم الحصول على هامش ربح أو عمولة غير مرتبط بعدد أيام».
الإقبال كبير من العرب
أما إلسي الريس، مسؤولة قسم الدعم للمبيعات العربية في شركة (فاكس برو) والتي تعمل في مجال التداول الإلكتروني منذ عام 2007 بالنظام الإسلامي ومقرها لندن وقبرص ومرخصة رسميا، فتؤكد أن أغلب الطلبات التي تأتي إلى الشركة للتعامل بالنظام الإسلامي تكون من العرب وعدد من الأجانب المسلمين، مؤكدة على أن العامل النفسي يلعب دورا كبيرا في هذا الموضوع؛ حيث يريد العميل الحصول على هامش ربح (حلال) بعيدا عن أي لغط يدور في هذا المجال.
التعاملات بشفافية
وأوضحت إلسي أن التعاملات من خلال شركتها تتم في شفافية تامة دون تدخل من أحد؛ ولذلك تكون هناك ثقة بين العميل والشركة ولا توجد أي عمولات في التعامل الإسلامي أو فوارق للأسعار، وقالت أيضا: «هناك منافسة حامية للغاية بين العديد من الشركات العالمية من أجل تطوير التداول في هذا المجال للحصول على أكبر عدد ممكن من العملاء الذين يرغبون في التداول الإسلامي».
الارتياح النفسي
ويؤكد فاسيلي شوكتون، مدير العلاقات العامة في نفس الشركة، أن الأخيرة حريصة على العمل بنظام التداول الإسلامي منذ عام 2007 وذلك بعد الحرص الكبير من العملاء خاصة العرب على التوجه لهذا النوع، مشيراً إلى أن هذا النظام يعتمد بشكل أساسي على عملية التبييت للعملية وقال: «عملية التبييت هي التي تحكم نظام العمولة والربح وفقا للشريحة الإسلامية وهي تعتمد بشكل كبير على عملية الارتياح النفسي لدى العميل الذي يرغب في الحصول على هامش ربح مضمون وفقا للشريعة الإسلامية».
أدوات حديثة
وأضاف فاسيلي أن هناك العديد من الأدوات الحديثة التي تقدمها الشركات العاملة في هذا المجال من وقت إلى آخر؛ وذلك للحصول على ثقة الكم الأكبر من العملاء الراغبين في التداول الإلكتروني وفقا للشريعة الإسلامية، مشيراً إلى أن كل الأوراق الرسمية التي تحصل عليها الشركات للتعامل بالشريعة الإسلامية تكون متاحة لجميع العملاء للتأكد منها في أي وقت من خلال موقع الشركة.
صحة موقف الشركة
أما فانيسا سبيرو مديرة قسم الشراكة في شركة (فاكس برو) فقالت: إن العوامل النفسية هي التي تكون حاكمة بشكل كبير في توجه العملاء للتداول وفقا للشريعة الإسلامية خاصة المستثمرين العرب؛ ولذلك تقوم الشركة بتخصيص قسم مجاني مختص للتواصل مع كل العملاء الراغبين في التداول الإسلامي لشرح كل الأمور المتعلقة بالعملية حتى يتأكد العميل نفسه من صحة موقف الشركة الرسمي في عملية التداول الإسلامي.
تطور مستمر
وأشارت فانيسا إلى أن كل أنواع التعاملات متاحة للشركة أمام جميع العملاء ولكن الذي يختلف هو التعامل الإسلامي الذي يعتمد بشكل كبير على عملية (التبييت) للعملية، مشيرة إلى أن الإقبال يتزايد من فترة إلى أخرى لهذا النوع من العمليات ولذلك تقوم جميع الشركات العالمية المتعاملة في هذا النوع بتطوير نفسها أولا بأول من فترة إلى أخرى للحصول على ثقة العملاء وهنا يكون الفيصل في عملية الجذب؛ حيث تقديم الكثير من الخدمات بشكل مجاني وإثبات للعميل بأن العملية تتم فعلا وفقا للشريعة الإسلامية.
خدمات جديدة
كما أوضحت أن شركتها ستقوم قريبا بافتتاح منصة جديدة تضم العديد من الخدمات للعملاء الراغبين في التداول وفقا للشريعة الإسلامية وذلك كنوع من أنواع المساهمة في توفير أكبر قدر من الخدمات لهذا النوع من العملاء والذين لا يكونون فقط من العرب ولكن هناك أجانب مسلمون كثيرون يرغبون في ذلك.
ربح حلال
ومن جانبه يؤكد معن زين الدين، مدير حسابات أول في شركة (الباري) ومقرها في دبي، أن التداول وفقا للشريعة الإسلامية يعتمد بشكل أساسي على عدم وجود فائدة وفقا للفائدة العالمية حسب سعر الفائدة كما هو موجود في التداول العادي، وأن الغرض منها بشكل أساسي حصول العميل على ربح (حلال) من خلال عدم وجود حسابات للفائدة العالمية.
وأشار إلى أن أغلب المتعاملين في هذا النوع من التداول عرب وهناك أيضاً الكثيرين من غير العرب والشركة تقدم لهم هذه الخدمة بناء على عمولة محددة تحصل عليها من البنك كفوارق في الأسعار وليس من العميل، ويمكن الحصول عليها من العميل في حال الاتفاق معه على ذلك، خاصة أن المعيار الأساسي لهذه العملية هو (التبييت) للعملية.
الإقبال كبير
وأوضح معن زين الدين أن الإقبال كبير على هذا النوع من منطقة الشرق الأوسط والخليج على وجه التحديد والشركة تقدم كل الخدمات مجانا لكل هؤلاء العملاء على عكس الكثير من الشركات الأخرى التي تحرص على وجود عمولة، مؤكداً على أن الأوراق الرسمية التي تؤكد قيام الشركة بهذا النوع من العمليات تكون متاحة أمام الجميع.
%40 من الشركات
وعن نسبة الشركات التي تعمل في هذا النوع من التعاملات يؤكد معن زين الدين أنها قد تصل إلى 40 أو %50 من جملة الشركات العاملة في هذا المجال، وأن هناك الكثير من الشركات تريد فتح صناديق خاصة لهذا النوع خلال الفترات المقبلة خاصة بعد الإقبال الكبير عليها.
البداية من 2007
وأخيرا يشير برهان كنج، مسؤول حسابات في شركة (يو أف أكس) ومقرها لندن وقبرص، إلى أن العمل في شركته بنظام الشريعة الإسلامية موجود منذ عام 2007، وأن الإقبال على هذا النوع من التعامل يزيد من عام إلى آخر بعد الشهرة والثقة الكبيرة التي اكتسبها على مستوى العالم.
وأشار إلى أن التعاملات الإسلامية تكون مميزة من حيث العمولة وعملية تبييت الصفقة بعد الساعة 12 ظهرا من كل يوم حتى لا تكون العمولة ربوية وقال: «العميل في هذا النوع من التعاملات لا يدفع عمولة ربوية في عملية البيع والشراء وهو ما يركز عليه بشكل كبير المستثمرون العرب في هذا المجال».
الفتوى عامة
وأوضح أيضا أن الفتوى الخاصة بأحقية الشركات للعمل بالنظام الإسلامي تكون عامة ويحصل عليها كل من تنطبق عليه الشروط؛ لأن الأساس في الموضوع هو عملية الفائدة الربوية حيث يرفض الكثير من العملاء العرب الدخول في عملية الفائدة الربوية وبالتالي يكون العامل النفسي هو المسيطر على العميل الذي يرغب في الدخول ضمن المعاملات الإسلامية.
منافسة قوية
وأعلن برهان كنج أن المنافسة قوية للغاية بين جميع الشركات العاملة في هذا المجال من أجل الحصول على أكبر كم ممكن من العملاء العرب خاصة بعد الإقبال الكبير على هذا النوع من التعاملات، مشيراً إلى أن هذه المنافسة تصب في النهاية لمصلحة العميل في المقام الأول الذي يحصل على العديد من الخدمات مجانا من هذه الشركات وأيضا يحصل على كافة الضمانات التي تؤكد له أن التعاملات إسلامية %100 ولا يوجد بها أي تلاعب.