أثارت وفاة طفلة يمنية (8 سنوات)، في اليوم التالي لزفافها، بسبب نزيف ناتج عن تمزُّق جهازها التناسلي، جدلاً كبيراً في اليمن، فيما يتعلق بزواج القاصرات.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، الخميس، عن الناشطة والمحامية راقية حميدان أن "الصغيرة (روان)، 8 سنوات، توفيت في اليوم التالي لليلة الدخلة بعد أن أصيبت بنزيف حاد ناتج عن تمزق جهازها التناسلي، عقب زفافها على زوج أربعيني، وأن هذه ليست حالة معزولة، بل إن حالات أخرى كثيرة لصغيرات في مثل هذه السن ينزفن حتى الموت بعد ليلة الدخلة".
وأضافت أن "سن الزواج أُلغي في اليمن بعد تعديلات على قانون الأحوال الشخصية كانت في كل مرة أسوأ بالنسبة للمرأة"، معتبرة أن الفقر يُشكِّل عاملاً مهماً؛ "فالذي لا يجد قوت يومه يجد في 500 دولار ثروة تساويها ابنته فيعطيها لبالغ قد يتجاوز الأربعين سنة، أما في حالات وفاة الصغيرة فلا متابعة جزائية ضد أحد".
ونقلت "بي بي سي" عن وزيرة التضامن اليمنية حورية مشهور: "إن وزارتها تحقق في حادثة وفاة روان لكشف ملابسات الحادثة، وأنها لا تستبعد حدوثها؛ لأنها ليست الحالة الأولى"، وأضافت أنه "لا يوجد قانون يحدد سن الزواج في اليمن".
وأشارت إلى "دراسة أجرتها الوزارة كشفت بأن البنات في الأرياف يتزوجن في سن مبكرة مقابل ارتفاع للعنوسة في المدن، وأن حل المشكلة ليس في قانون رادع يحدد سن الزواج وحسب، بل يجب تعزيزه بالتعليم ومحاربة الفقر والقيام بحملات توعية للمواطنين".
وانتشر في اليمن ما يعرف "بالزواج السياحي"، ويقول علي الديلمي من المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات: إن "خليجيين يدفعون مبلغاً من المال لعائلة يمنية مقابل الزواج من ابنتها الصغيرة".
وطلبت وزارة التضامن من مجلس النواب إصدار قانون يحمي الفتيات الصغيرات من هذه الزيجات، كما طالبت أن يُدْرَج سن الزواج في الدستور الجديد.