[rtl]جوزيف بلاتر في حوار صريح تناول كأس العالم 2022:[/rtl]
[rtl]واثقون من قدرة قطر على تنظيم مونديال باهر[/rtl]
في ضوء الجدل الحالي حول استضافة قطر لكأس العالم 2022 وتوقيت إقامتها في الصيف أم الشتاء.. وفي أجواء الاعتراضات الأوروبية حول إقامتها في فصل الشتاء, وتعارض ذلك مع الموسم الكروي في أوروبا، وبين مؤيد ومعارض لذلك، كان لا بد للفيفا أن يقول رأيه, ولهذا أجرى موقع (insideworldfootball.com) العالمي المختص بكرة القدم هذه المقابلة مع جوزيف بلاتر رئيس الفيفا.
• سيد بلاتر، عندما بادرتم وأعلنتم من جانبكم أن كأس العالم 2022 لا يمكن إقامتها في الصيف، أيدكم الكثير ولكن عندما عرضتم إحالة الموضوع إلى المكتب التنفيذي للفيفا وحثه على تغيير موعدها لفصل الشتاء تفجر الجدل ثانية.. هل كنت تتوقع رد فعل عنيف كهذا؟
- حسنا، بكل أمانة، لم أكن مندهشا لذلك تماما, لأن قطر مثل سائر البلدان الأخرى التي ترشحت لاستضافة البطولة، قدمت عرضاً لاستضافة نهائيات كأس العالم في الصيف. وبعد العديد من المناقشات والمداولات والمراجعات النقدية للمسألة برمتها توصلت إلى استنتاج مفاده أن اللعب في كأس العالم في حرارة الصيف في قطر ليس أمراً مسؤولاً، رغم أنني أعرف جيدا أن قطر لديها الرغبة والطموح لتطوير أفضل تكنولوجيا تبريد. وهذا هو السبب الذي جعلني أظهر على العلن واقترح أنه على المكتب التنفيذي أن يناقش موعد إقامة البطولة في اجتماعه القادم، وأن يدرس التأثيرات التي ستنتج عن تغير الموعد للشتاء.
• لكن هناك معارضة لاقتراحك، ليس فقط من الدوريات الأوروبية التي سجلت اعتراضات قوية وواضحة، ولكن ربما أيضا من جهات أخرى.
- طبعا, بعض الناس قفزت إلى استنتاجات مباشرة، وطالبت بإعادة النظر في آلية اختيار الدول المضيفة, إن لم تطالب أصلا بإعادة التصويت، والبعض الآخر لم يتوان في توجيه انتقادات شديدة، وتساءل لماذا استغرقت أنا مدة عامين ونصف العام لأقول الآن إن البطولة غير ممكنة في الصيف، وبعضهم نسي بعض الحقائق.
• وما تلك الحقائق؟
- حسنا، في البداية، أقول لهؤلاء المنتقدين إنكم وقعتم على وثائق الملف نفسها كما فعلت قطر (وهو ما يعرف باتفاقية تسجيل الملف) وأحد بنودها 1.2.1 تنص على النسخة رقم 22 من كأس العالم «مدرجة لتكون» في أشهر يونيو أو يوليو من عام 2022 من حيث المبدأ. ولا يقول هذا البند إنها «يجب» أن تقام في تلك الأشهر، كما أن تنظيم البطولة في يونيو ويوليو ليس «شرطا جوهرياً». ما كشفته الوثيقة، هو التعبير عن تمني الفيفا لتنظيم نهائيات كأس العالم في يونيو أو يوليو.
• لكن ألا تكفي دلالة أن تقام البطولة دائما في الصيف، أن تكون هذه البطولة أيضا في الصيف؟
- أرأيت! هذه نقطة مهمة، كانت تقام في الصيف (الأوروبي) وكانت تجد من الجمهور الأوروبي كل المتعة والتشويق، لكن العالم أصبح مكانا أصغر بكثير. فالمسافات أصبحت أقصر بكثير أيضا. وعلاوة على ذلك فقد أصبح العالم أكثر شمولية وبطرق عديدة أكثر عدلا, رغم الصراعات التي تدور رحاها في كثير من الأحيان. دعونا ننسى ذلك, وأقول من وجهة نظري إن كرة القدم تبقى قوة عالمية موحدة من أجل الخير، وهي القوة التي يجب أن تكون شاملة في كل اتجاه, وهي القوة التي جعلت من مكافحة العنصرية شعارا ومنهجا لمسيرة الفيفا تحت رئاستي، إذا كان كل ذلك سليما فعلينا أن نتعلم ونمضي ونتقدم، ولا ننشغل بالكلام والكلام فقط.
• ماذا تقصد بذلك؟
- إذا استمررنا في الجمود الذي نحن عليه فهذا يعني أن كأس العالم لكرة القدم لن يتم تنظيمها أبداً في البلدان الجنوبية, أو بجانب خط الاستواء، وبذلك نصبح عنصريين ضد الدول التي لها مناخ غير الذي لدينا في أوروبا، ونجعل الاستضافة شيئاً مستحيلاً لهؤلاء الذين يودون استضافة أكبر لعبة في العالم.
أعتقد أن كأس العالم يجب أن تمنح للبلد الذي يريد حقا, حق استضافتها، البلد الذي يمتلك الوسائل المالية التي تمكنه من القيام بذلك دون إهمال الواجبات الاجتماعية الأخرى، والبلد الذي يعرف اتحاده الوطني لكرة القدم كيف يحدد أفضل وقت لممارسة كرة القدم. بصراحة إذا تغاضينا عن القدرات التنظيمية بسبب ملاحظات تتعلق بالطقس، فعلينا أن نتوقع في الخطوة التالية المطالبة باستبعاد وإقصاء دول لأسباب تعسفية وعنصرية أخرى. وبصراحة لن أكون طرفا في أي شيء من هذا القبيل.
• ولكن سيد بلاتر، المكتب التنفيذي كان يعلم في العاشر من ديسمبر 2010 أن إقامة كأس العالم في الصيف في قطر أمر مستحيل!
- من الممكن أن يكون هذا صحيحاً، ومن الممكن أن نكون قد وقعنا في خطأ في هذا الوقت، ولكن بالجانب الآخر عليك أن تراعي أيضا الاعتبارات السياسية والجغرافية. إن كأس العالم هي أكبر حدث عالمي, إن لم تكن الحدث العالمي الأبرز. من نحن (الأوروبيين) حتى نطالب بأن يلبي هذا الحدث احتياجات 800 مليون أوروبي، بينما ننسى أن أكثر من سبعة مليارات نسمة من باقي سكان هذا الكوكب ليسوا أوروبيين.
أعتقد أنه آن الأوان لأوروبا أن تفهم أننا لا نحكم العالم بعد الآن، وأن بعض القوى الأوروبية الإمبريالية السابقة لم يعد بمقدورها أن تفرض إرادتها على الآخرين في أماكن بعيدة، ويجب علينا أن نقبل حقيقة أن كرة القدم لم تعد حكرا على أوروبا وأميركا الجنوبية. لقد أصبحت رياضة عالمية يتابعها الملايين من المشجعين بحماس كل أسبوع، وفي كل مكان في العالم.
• ماذا عن الاعتبارات القانونية من الدول الأخرى إذا تم تغيير موعد الاستضافة؟
- انتظر, أي اعتبارات قانونية؟ لقد قلنا في اتفاقية الاستضافة التي أبرمناها في العشرين من ديسمبر عام 2010، إن كأس العالم لكرة القدم، من المنتظر أن تقام، من حيث المبدأ، في شهري يونيو ويوليو من عام إقامة الحدث.
وإلى جانب ذلك، فإن البند 7.2.3 و7.3.3 في نفس اتفاقية الاستضافة يقول صراحة إن القرار النهائي بشأن تحديد مواعيد المسابقة وبرنامج مبارياتها يجب أن يناط إلى اللجنة المنظمة للبطولة التي سيكون من حقها الاستماع إلى التوصيات.
أخيرا وليس آخرا، جاء فيها أيضا أن السلطة النهائية في أية مسألة تتعلق باستضافة كأس العالم يجب أن تستوفي شروط ومعايير الفيفا. وأرى لزاما أن أشير إلى أن على اللجنة المنظمة المحلية لمونديال 2022 «الالتزام بأية تعليمات معينة أو قرارات يتم اتخاذها من قبل الفيفا» ألا تتفق معي أن هذا واضح جدا؟
• نعم، هذا صحيح, لكن على الفيفا أن يبحث عن آلية ديمقراطية مقبولة لدى الجميع للإقدام على هذا التغيير الجذري؟
- هذا صحيح تماما، ولكن أولا نحن بحاجة لمعرفة ما إذا كان صاحب كأس العالم لكرة القدم (الفيفا) يوافق على اقتراحاتي، ولهذا طالبت بانعقاد الاجتماع المرتقب في الثالث من أكتوبر لمعرفة ما إذا كان المجتمعون سيأخذون بتوصيتي لتغيير موعد البطولة من الصيف إلى الشتاء أم لا, وعندما يصادق المكتب التنفيذي على هذه التوصية فحينها سنقرر شكل الخطوة التالية.
• ما تلك الخطوة؟
- الخطوات المقبلة تشمل مراجعة وتقييم الروزنامة الدولية بما لا يتعارض مع هذا القرار ودراسة النتائج المترتبة عليه. ونحن في الواقع سنكون بحاجة للتشاور مع جميع الأطراف والجهات المعنية به.
• ولكن هل تعتقد حقا أن الفيفا يمكنه أن يقوم بتغيير كهذا دون أن يثير خلافا كبيرا بين هذا الطرف أو ذاك؟
- بالتأكيد يمكنني ذلك, وأستطيع القول إن كل شيء سيكون متناغما ومدروسا. عندما تحضر الإرادة يكون كل شيء ممكنا, وأعرف بقدرة الفيفا على القيام بما يجب القيام به. لقد عقدنا اجتماعات أولية لرسم خارطة طريق مع مسؤولي بعض الدوريات الأكثر تأثراً. إن كأس العالم في قطر ستسهم في توحيد منطقة غير مستقرة من العالم من خلال جلب الأمل والفرح إلى الملايين الذين عانوا لعقود من الزمان. كما أنها ستظهر مرة أخرى، أن كرة القدم هي قوة للخير, كما أثبتت في الآونة الأخيرة من خلال تشجيع الفلسطينيين والإسرائيليين للالتقاء في زيوريخ, والبدء في حوار هادف للتوصل إلى اتفاق تاريخي.
ليس لدينا طموح سياسي، وليس في الأمر ما يجعل الآخرين يشكون بوجود أجندة سياسية. إن كل ما نريده هو جلب كأس العالم إلى مناطق لم يسبق أن وصلتها من قبل، انطلاقا من حقيقة أن كرة القدم يمكنها أن تصنع الفارق, حتى لبضعة أسابيع. أنا من أشد الحريصين على مصلحة اللعبة, وماذا يمكن أن يولده ذلك للجميع.
• أنا لا أريد أن أفجر بالونات الدهشة والاستغراب, ولكن أما تخشى من اتهام الآخرين الذين خسروا فرصتهم في الاستضافة من أن تطالك تساؤلات التشكيك بنتيجة التصويت على مونديال 2022، والمطالبة بإعادة الانتخابات؟
- الفيفا وحده من يمتلك الحق القانوني في تحديد أين يريد أن تقام كأس العالم. إنه حقنا, ونحن نمارس هذا الحق بحذر ليكون مستوفيا لجميع جوانبه. إن الفيفا مؤسسة دولية كبيرة، وهو من يتكفل بإشاعة قواعد اللعب النظيف والاحترام، ليس في الملاعب فحسب وإنما خارجها أيضاً. ليس لدي ما يزعجني تجاه بطولتي 2022 و2018، أنا مرتاح جدا لأننا نقلنا أيضاً كأس العالم 2018 إلى بلد رائع وهو روسيا، الذي استحق الاستضافة، وفي عام 2022، قررنا نقله إلى منطقة الشرق الأوسط للمساهمة في صناعة الفرح والسعادة لشعوب المنطقة. وأعتقد جازما أن قطر ليس فقط سيكون بإمكانها تنظيم نسخة لا تنسى من كأس العالم، بل إن المنطقة بأسرها ستكون سعيدة ومتفاعلة مع هذا الاحتفال الفريد.