الدوحة - الراية:
أكد د. يسري رضوان - خبير إدارة الثروة الحيوانية- أهمية نظم الإنتاج الحيواني الحديثة في الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي من خلال إدخال التحسينات التكنولوجية على تقنيات إنتاج المواشي في البلاد. وقال في دراسة نشرتها مجلة " المزارع القطري" إن رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠ كسياسة مستقبلية في قطر يمكن أن تسهم بنظم الإنتاج الحيواني الحديثة في الآونة الأخيرة اتجهت قطر إلى تنفيذ العديد من مشروعات الإنتاج الحيواني وقامت بتشجيع أبنائها من المربين والمستثمرين على إقامة الكثير من مزارع الإنتاج الحيواني.
وأشار إلى أن تنمية الثروة الحيوانية في قطر أمر ضروري تحتمه الحاجة الملحة إلى تغطية النقص في المنتجات الحيوانية خاصة من اللحوم الحمراء فالإنتاج الحيواني يمثل بحق الركيزة الأساسية في قضية الأمن الغذائي في البلاد باعتباره المصدر الأساسي في توفير البروتين الحيواني، لافتا إلى دراسة جديدة صدرت عن منظمة الأغذية والزراعة FAO أن تنمية الثروة الحيوانية قد يصاحبها العديد من المشاكل البيئية ومن ضمنها تدهور الأراضي وتلوث الهواء وفقدان التنوع الحيوي البيولوجي.
وتقول الدراسة بأن شكل مستقبل المواجهة بين الثروة الحيوانية والبيئية سيتحدد على أساس الكيفية التي سنوجد بها توازنا بين طلبين متنافسين على المنتجات الغذائية الحيوانية من جهة وعلى المحافظة على البيئة من جهة أخرى.وأكد أن رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠ حددت طريقة إدارة الموارد الطبيعية (الحية) من خلال "الاستخدام الحكيم لموارد البلاد" واشتمل تحديد استراتيجية ادارة الموارد الطبيعية على الموارد غير المتجددة والتي تتضمن المحاصيل الغذائية والثروة الحيوانية والثروة السمكية. وقال: تعتبر استراتيجية إدارة الموارد الطبيعية أول استراتيجية شاملة في تاريخ قطر.وعن الإسراع بالتغيير التكنولوجي أوضحت دراسة أنه يمكن من خلال إجراء عدد من التحسينات التكنولوجية في قطاع الزراعي في قطر وزيادة موارد الغذاء من خلال رفع مستوى الأنشطة في القطاع الزراعي، واستخدام مناطق مطورة تخضع للإشراف، وتحسين طرق تربية الماشية.
وعن مبدأ المزراعة المغلقة أوضحت دراسة أن الرعي المفرط غير المنظم والجائر من قبل أنواع مختلفة متطفلة من الحيوانات يستهلك التربة ويزيد نسبة التصحر في قطر ولاشك أن تربية الماشية في "المزرعة المغلقة" سوف يسهم في الحد من هذه الأضرار ويتيح التحكم بتغذية هذه القطعان وأنه يمكن تحقيق طرق مثلى في تربية الماشية في قطر من خلال اعتماد مبدأ"المزرعة المغلقة" التي تؤدي إلى خفض مساحة الأرض المستخدمة، وخفض التأثير البيئي السلبي للماشية على الأرض.
وعن تربية الأغنام والماعز أكد أن التناسل هو أساس استمرار الحياة جيلا بعد جيل ولولا عملية التناسل لانقرضت الحياة منذ أمد بعيد.
وقال: هناك مراحل تناسلية في الأغنام وهي البلوغ الجنسي، والنضج الجنسي، والتلقيح، والحمل، والولادة. وأشار إلى أنه بصفة عامة تتميز الأغنام والماعز بمقدرتها الإنتاجية والإنجابية العالية ومرجعية ذلك معدلات تناسلها المرتفعة حيث إن الخصوبة في الماعز والأغنام تصل ٨٠ إلى ٩٠٪ خلال موسم التلقيح.
وأثبتت الدراسات والبحوث الغذائية أن معدل التوأم في إناث الغنم "النعاج" يزيد بنسبة تتراوح بين (٢٥٪ إلى ٣٠٪) عند إطعامها كيلو جرام واحد (بدلا من نصف كيلو) يوميا مادة جافة من العليقة لمدة (٣ إلى ٦ أسابيع) قبل التلقيح بالتدريج لتجنب المشاكل الهضمية. وقدم د. يسري رضوان إرشادات لمربي الأغنام حيث أكد ان ذكور الأغنام تصل إلى سن البلوغ في عمر يتراوح ما بين ٤-٧ شهور في حين تصل الإناث إلى هذه المرحلة في عمرها ما بين ٨-١٠ شهور. ولا ينصح بتزاوج أناث الأغنام (النعاج) بمجرد البلوغ في عمر لم يكتمل فيه بعد نمو الأجهزة والاعضاء التناسلية وتكون غير قادرة على أداء وظيفتها من حيث الحمل والولادة وانتاج حملان حية. توجد كثير من المشاكل تواجه مربي الأغنام إذا ما تم تلقيح الإناث في عمر مبكر والتي تشتمل بطئ نمو الإناث الملقحة، وحدوث إجهاض للإناث، وحدوث ولادات عسرة للأمهات، وارتفاع معدلات الولادات النافقة، وصغر حجم المواليد وبطء نموها، وارتفاع معدل النفوق في المواليد الحديثة، وضعف الكفاءة التناسلية للأمهات مستقبلا. وأكد أنه لا يفضل التأخير في تلقيح الإناث عن سن معين حتى لا يترتب عليه تعرض الحيوانات للعقم نتيجة ترسب الدهن حول الأجهزة والأعضاء التناسلية خاصة المبيض.