صيادون أشادوا بالقرار
حظر صيد الكنعد خلال موسم التكاثر يحافظ على الثروة السمكية
جهود خليجية مشتركة للحفاظ على الكنعد من الانقراض
كتب - حسين أبوندا:
أشاد صيّادون بقرار حظر صيد أسماك الكنعد بالشباك خلال الفترة من منتصف أغسطس وحتى 15 أكتوبر من كل عام، وقالوا إن هذا القرار يحافظ على الثروة السمكية ولا سيّما في مواسم التكاثر وقال صيّادون إن كميات المصيد من سماك الكنعد قليلة مما ساهم في ارتفاع أسعاره بالسوق.
وقال الصيّادون لـالراية إن طريقة صيد الكنعد مختلفة عن طرق صيد الأسماك الأخرى، لافتين إلى أن أشهر طريقة صيد لهذه النوعية من الأسماك تتم من خلال خيوط الصيد أو عن طريق نوع معيّن من الشباك.
وأكّد جاسم اللنجاوي أن الكنعد لا يوجد بوفرة في مياه الخليج العربي وأن الموجود حاليًا لا يزال صغيرًا ويُسمّى "الخباط" وأنصح بعدم صيده لأنه لا فائدة منه ويفضل الانتظار إلى شهر سبتمبر يكون حينها قد كبر حجمه ووضع بيضه.
وأضاف : إن طريقة صيد أسماك الكنعد مختلفة عن طرق صيد الأسماك الأخرى وأشهر طريقة هي اصطيادها بواسطة الخيط الثابت أو الحداق وتكون أكبر حجمًا كما تكون ذات جودة عالية وطازجة، بينما الأسماك التي تُصاد بطرق الصيد الأخرى فتكون أصغر حجمًا.
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الكنعد والأسماك بشكل عام هو أمر طبيعي يتكرّر دائمًا في فصل الصيف وذلك لعدّة أسباب منها قلة طلعات الصيد فضلاً عن ارتفاع درجات الحرارة؛ ما يتسبّب في نفوق أعداد كبيرة من الأسماك وعدم استطاعة الصيّادين العودة إلا بحمولة محدودة، مشيرًا إلى أن أسماك الكنعد من الأسماك المميّزة التي تُعدّ من أكثر الأنواع التي يفضلها القطريون لتمتّعها بمذاق طيّب مختلف عن باقي النوعيّات الأخرى.
وبدوره أشار عبدالله محمد (صياد) إلى أن معظم أسماك الكنعد المتوفّرة حاليًا هي ذات أحجام متوسطة وصغيرة والوقت الحالي لا يعتبر موسمه، وأوضح أن اسماك الكنعد تبدأ في الظهور في بداية شهر سبتمبر حتى نهاية شهر أبريل، أما الأسماك الصغيرة منه التي تُسمّى الخباط فتكون موجودة على هيئة أحجام متوسطة وصغيرة طيلة أيام السنة ولكن بأعداد قليلة جدًا، كما أن كمياتها وأحجامها تزداد بعد بدء موسمها الفعلي في بداية شهر نوفمبر.
وبدوره أكّد يوسف المناعي أن أسماك الكنعد تعيش على طول المياه الساحلية في المحيط الهندي والهادئ، كما يهاجر على امتداد سواحل البحر الأحمر وبحر العرب وبحر عمان وصولاً إلى الخليج العربي وتنتشر أسماك الكنعد بصفة عامّة في الكثير من بحار العالم بمختلف أرجاء الكرة الأرضية خاصة البحار الاستوائية وشبة الاستوائية منها.
وتوجد هجرتان موسميتان أساسيتان للكنعد في المياه، الهجرة الأولى تبدأ مع نهاية شهر يناير (بداية الربيع) بحركة الكنعد الناضج دخولاً إلى بحر عمان والخليج العربي من بحر العرب تستمرّ لفترة تمتدّ بين ثلاثة وأربعة أشهر بمحاذاة شواطئ محافظة جنوب الشرقية والهجرة الثانية هي هجرة العودة وتكون أسرع فقد تستمرّ لأقل من ثلاثة أشهر خلال موسم الخريف بدءًا من شهر يوليو.
وتنحدر سمكة الكنعد من سلالة أسماك التونة وهي من الأسماك الشهيرة والمرغوبة في الخليج العربي وهي من الأسماك المهاجرة الباحثة عن البيئة الغذائية الملائمة، ومصائدها تتوزّع على طول سواحل عدّة دول. وتتأثر هذه السمكة بدرجة الحرارة والتيارات حيث إنها تهاجر من منطقة إلى أخرى لأن تغييرات درجة الحرارة تؤدّي إلى اندفاع الماء البارد الغني بالمواد الغذائية من القاع إلى السطح.
وتعرف هذه السمكة بشكلها المميّز بالجسم المستطيل والمنضغط بشدة وعليها حواف ذيلية حادّة وزعانف صغيرة، والزعنفة الذيلية متفرّعة، أسنانها ذات شكل مخروطي، وظهرها ملوّن بالأزرق كقوس قزح، وعليه تموّجات عديدة من الشرائط العمودية الرفيعة.
وتعيش سمكة الكنعد في المناطق الساحلية (تمتدّ من السطح إلى عمق 180 مترًا)، وتوجد في المياه الساحلية للمحيط الهندي وبحر العرب وخليج عمان والخليج العربي. وهي من الأسماك المهاجرة الباحثة عن البيئة الغذائية الملائمة لها.
ويمكن صيدها بالخيط، وبالشبك حيث إن السمك ينزل بالقرب من الساحل بحوالي 300 متر أو أكثر وبعد ذلك يتم رمي الشبك بطريقة نصف دائرية حوله ثم يتم سحبه إلى الشاطئ، ووزن السمك المعتاد صيده 8 كيلو جرامات أكبر حجم تمّ صيده يزن 40 كيلو جرامًا، يُعرف سمك الكنعد أنه يعيش في مجموعات وأنك إن اصطدت سمكة واحدة فإنك سوف تصطاد العديد منها، ويكون صيدها على سطح البحر ويعرف سمك الكنعد بسرعته في السباحة ويقال إن سرعته قد تتسبّب في قطع خيط السنارة بسهولة، كما يتميّز سمك الكنعد بأسنانه الحادّة جدًا ولذلك ينصح أن تترك ماكينة الصنارة مفتوحة لتتمكّن السمكة من سحب الخيط وعندها تقوم بإغلاق ماكينة الصنارة تدريجيًا وبعد ما تسحب السمكة حوالي 200 متر تستطيع سحبها بسهولة.
وتعتبر سمكة الكنعد من الأسماك السطحية المهاجرة ومن نوع طليق السباحة، وتعيش في المياه الدافئة وتوجد في مجموعات صغيرة. إن معظم مصايد الكنعد في دول الخليج هو من نوع واحد من الأسماك.
يمتدّ موسم التكاثر خلال شهري يونيو ويوليو من كل عام، بينما يصل النضوج الجنسي للمناسل خلال شهري مارس وأبريل.
تضع سمكة الكنعد بيضها في المناطق الساحلية، وذلك لأن ظهور الكنعد الصغير في الخليج العربي وخليج عمان في فترات متزامنة يدلّ على أن الكنعد قد أنزلت بيضها في مناطق قريبة.
والكنعد تتغذّى على الفرائس الأوليّة من الأسماك الصغيرة مثل العومة والبرية والسردين وكذلك الحبّار والقشريات والربيان، وهي غالبًا تتغذّى في النهار، ونادرًا في الليل.
تأتي أهمية أسماك الكنعد على النحو التالي: - نسبة اللحم القابل للأكل في جسم السمكة هو (76%). - نسبة البروتينات من اللحم القابل للأكل هو (20%) - نسبة الدهنيات من اللحم القابل للأكل هو(4.4%) . أهمية سمكة الكنعد:
ويعتبر الكنعد من أسماك المائدة المحبّبة وتستخدم في الكثير من الوجبات الغذائية، ويُعدّ الكنعد من أسماك السطح الكبيرة التي تنتمي إلى العائلة "سكمبريدي" من أشباه التونة التي تهاجر وتتكاثر على امتداد المياه العمانية.
كما أن أسعاره في تزايد مستمر في السوق المحلية والعالمية وله مكانة خاصّة في نفوس الصيادين فمنذ القدم كان يتم صيده على السواحل والحرص على تناوله من قبل المواطنين.
ولأن الكنعد من الأسماك المهاجرة والمتنقلة بين الدول المتجاورة فقد عملت جميع الجهات المسؤولة عن الثروة السمكية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي على توحيد الرؤى والتوجهات الإدارية التي تحمي مصائد ومخازين الكنعد وترشد صيده ليبقى موردًا حيويًا مستدامًا للأجيال القادمة ولتفعيل هذا التكاتف دشنت دول الخليج العربية مشروعًا لدراسة تأثير المصايد السمكية بدول المجلس على مخزون الكنعد واقتراح السبل والبدائل المناسبة لاستدامة المخزون وترشيد صيده.
وخلصت الدراسة العلمية إلى العديد من التوصيات التي تهدف إلى المحافظة على مصائد أسماك الكنعد كثروة وطنية عن طريق عدد من الخُطوات ومن أهمها توعية الصيادين بأهمية المحافظة على هذه الثروة بالتقيّد بالصيد بواسطة الأدوات التي حددتها الوزارة وعدم استهداف صغار أسماك الكنعد مما يساهم في تحقيق الإدارة المستدامة لمصائد أسماك الكنعد في المياه العمانية.