قال تقرير صادر من شركة بيت الاستثمار العالمي "جلوبل" إن نمو بنك قطر الوطني قد فاق التوقعات في الربع الثاني من العام المالي، فيما تتأهب أكبر مجموعة مصرفية إقليمية للإعلان عن نتائجها للأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، وذلك خلال الأسبوع المقبل.
ووفقا للتقرير فقد فاقت الأرباح الصافية نصف السنوية لـ «QNB» التوقعات السابقة للمؤسسة بنسبة %11، متوقعا نموا قويا في ميزانية البنك, ورافعا التقييم العادل لأسهم البنك بنسبة %20، بقيمة 197.5 ريال للسهم، وتوصية شراء ورؤية إيجابية.
وأضاف التقرير أن الربع الثاني من عام 2013 شهد نموا قويا للمصرف فيما يتعلق بالعائدات, وهو ما يرجع إلى الارتفاع بنسبة %46.5 و%69.3 في صافي الدخل من الفوائد والدخل من غير الفوائد على التوالي، وذلك بعد استحواذ على البنك الأهلي سوسيتيه جنرال في مصر. ويعزى صافي إيرادات الفوائد بالنمو بنسبة %26.3 على أساس سنوي في القروض والسلف، في حين يرجع الارتفاع في الدخل من غير الفوائد أساسا إلى الارتفاع بنسبة %91.6 في الدخل من الرسوم.
وأشار إلى تحسن هامش بنك قطر الوطني في الربع الثاني من عام 2013 بمقدار 51 نقطة أساس, ليبلغ %3.41 مقارنة بالعام الماضي، بسبب التحسن بمقدار 115 نقطة أساس في عائد الفائدة على أساس سنوي. مع ذلك فإن تكلفة التمويل ارتفعت على أساس سنوي بمقدار 63 نقطة أساس خلال نفس الفترة. بلغ صافي هامش الفائدة %3.53 في الربع الثاني من عام 2013 مقارنة بنسبة %3.01 في الربع الثاني من العام الماضي. وتتوقع إدارة البنك أن يضيق صافي هامش الفائدة قليلا بنهاية عام 2013.
من جانبها توقعت المؤسسة بقاء الهامش في حدود %3.29، بينما من المتوقع أن يرتفع العائد من الفائدة إلى 12.155 مليون ريال بسبب النمو القوي في القروض.
وأشار التقرير الذي نشرته "العرب" إلى أن ودائع العملاء ارتفعت بمقدار %32.7 لتسجل 326.266 مليون ريال في الربع الثاني من 2013, مرتفعة من مستوى 245.902 مليون ريال في الربع الثاني من العام الماضي.
خلال الفترة نفسها، ارتفعت القروض والسلف إلى 296.414 مليون ريال من 234.653 مليون ريال في الربع الثاني من العام الماضي. بلغ صافي نسبة القروض إلى الودائع %90.9 مقارنة بنسبة %95.4 قبل عام وهو ما يعكس وفرة السيولة.
وتتوقع الإدارة نموا أقوى للقروض في النصف الثاني من العام مقارنة بالنصف الأول بسبب ارتفاع عقود النقل الممنوحة في فترة ما قبل شهر رمضان (نهاية يونيو وبداية يوليو). وقد عدلت الإدارة من توقعاتها السابقة بنمو القروض -باستثناء الأهلي سوسيتيه جنرال- إلى ما بين 15 إلى %17 في عام 2013, بعد أن كانت %12.5 في تقديرات سابقة. وإذا تم إدراج سوسيتيه جنرال فإن القروض سوف تزيد بنسبة تتراوح ما بين 23 إلى %26 في العام. خلال الفترة ما بين 2012 و2016 من المتوقع أن تنمو الودائع والقروض للبنك بمعدل سنوي مركب نسبته %20.1 و%19.4 على التوالي.
وقال التقرير إن الربع الثاني من العام المالي قد شهد ارتفاعا في النفقات بنسبة %89.7 على أساس سنوي و%109.7 على أساس ربع سنوي. ونمت مخصصات القروض والسلفيات %73.6 على أساس سنوي خلال نفس الفترة. الاستحواذ على سوسيتيه جنرال أثر بشكل طفيف على جودة أصول البنك، حيث بلغت القروض المتعثرة 4.635 مليون في الربع الثاني مقارنة بـ3.380 مليون في عام 2012.
وأضاف أن ارتفاع نسبة القروض المتعثرة إلى %1.5 من %1.3 في عام 2012 يرجع جزئيا إلى انتقال نسبة القروض المتعثرة في سوسيتيه جنرال, والتي كانت أعلى عند مستوى %3.2 اعتبارا من الربع الثاني من العام، كما أن هناك جزءا كبيرا من القروض المتعثرة الجديدة أضيفت في عمليات ما قبل الاستحواذ على سوسيتيه جنرال. في حين بلغت نسبة التغطية %118 في النصف الأول من 2013, مقارنة بنسبة %123 في عام 2012.
وتتوقع الإدارة أن تتراوح نسبة القروض المتعثرة ما بين 1.4 إلى %1.6 مع استثناء سوسيتيه جنرال. وتركز استراتيجية البنك على الحفاظ على الاعتمادات الكافية لمواجهة أية مفاجأة سلبية في أي من الكيانات التابعة، وبالتالي قررت حجز مخصصات كافية طالما حقق البنك نموا من رقمين في الربعين القادمين.
من جانبها، توقعت جلوبال أن ترتفع نسبة القروض المتعثرة إلى %1.7 في عام 2013, وأن تتراوح ما بين 1.6 و%1.8 خلال الفترة من 2014 إلى 2016. ومن المتوقع أن تتحسن نسبة التغطية من 100 إلى %118 خلال نفس الفترة.
وأشار التقرير إلى انخفاض رأس المال المؤهل للبنك إلى 31.289 مليون ريال في الربع الثاني مقارنة بـ36.487 مليون في 2012, الأمر الذي يرجع إلى الاستحواذ على سوسيتيه جنرال، بينما ارتفعت الأصول البنكية مقدرة المخاطر إلى 208.360 مليون ريال من 173.426 مليون ريال. مما أدى إلى انخفاض نسبة كفاية رأسمال البنك من %21 في 2012 إلى %15.
ومع ذلك لا تزال نسبة كفاية رأس المال أعلى بكثير من متطلبات المركزي القطري الإرشادية التي تبلغ %10, وإن كان البنك سيكون بحاجة إلى المزيد من رأس المال في حال الرغبة في اقتناص أية فرصة كبيرة للاستحواذ, وهو الأمر غير المنظور حاليا.
وخلال شهر أبريل عام 2013، أكمل بنك قطر الوطني إصدارا بقيمة مليار دولار أميركي لسندات أوروبية متوسطة الأجل EMTN بكوبونات ذات عائد %2.875 تستحق في سبع سنوات. وتم ترتيب الإصدار من خلال مجموعة الاكتتاب المشترك التي تضم دويتشه بنك، بنك أتش أس بي سي، جي بي مورجان سيكيوريتيز المحدودة، ميتسوبيشي يو بي الدولية، كابيتال بنك قطر الوطني، وبنك ستاندرد تشارترد. من شأن هذا الإصدار أن يوفر تنوعا في مصادر الأموال.
ونظرا للتوقعات المستقرة بالنسبة للبنك, سواء العائدات أو صافي النمو المكون من رقمين في النصف الأول, والزيادة في أصول البنك فإن التقرير يتوقع ارتفاع سهم البنك. وعدل التقرير من تقدير صافي العائد وصافي الأرباح إلى 15.5 و12.2 على التوالي خلال 2013, لكي تضم عملية دمج سوسيتيه جنرال.
ورفع التقرير من تقييم سهم البنك بنسبة %20 ليضع القيمة العادلة عند مستوى 197.5 ريال للسهم من مستوى 165.2 للسهم في شهر مارس من عام 2013، وهو ما يعني ارتفاعا %15.2 عن آخر سعر للسهم مع إعداد التقرير في 23 سبتمبر 2013 والبالغ 171.5 ريال للسهم.
وختم التقرير بالقول إنه بالنظر إلى أداء البنك والنمو المتوقع بعد عملية الاستحواذ فمن المتوقع أن يتفوق أداء سهم البنك على أقرانه خلال 12 إلى 18 شهرا القادمة، محافظا على الرؤية الإيجابية للبنك, وموصيا بالشراء على الأسهم.