هجر القرآن

موضوع: هجر القرآن الجمعة سبتمبر 06, 2013 1:32 pm

[rtl]هجر القرآن[/rtl]

قال ابن القيم: هجر القرآن أنواع، أحدها: هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه، والثاني: هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به، والثالث: هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه، واعتقاد أنه لا يفيد اليقين وأن أدلة لفظه لا تحصل العلم، والرابع: هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه، والخامس: هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلب وأدوائه، وكل هذا داخل في قوله تعالى: (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) [الفرقان: 30]، وإن كان بعض الهجر أهون من بعضه.

وفي هذه الأزمنة، لا يفهم الناس من الهجر إلا هجر قراءته وحده وقصر الهجر عليه. إن عدم العمل بما في القرآن لتحليل حلاله وتحريم حرامه من الهجر. وإن عدم التحاكم إليه في حياتنا ومعاملاتنا أفرادا وحكومات -وإن كان القرآن يتلى في الإذاعات ووسائل الإعلام ليل نهار، ولكننا لا نحكم ولا نتحاكم بالقرآن- أعظم الهجر. ومن الهجر هجر التدبر، وقد قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) [محمد: 24]. ومن الهجر أيضا: ترك الاستشفاء به، وليس المقصود آيات الرقية فحسب، فقد قال تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) [الإسراء: 82]. فكل آية فيها شفاء ورحمة وهدى للمؤمنين، فلا بد من تعظيم المسلم لكتاب الله تعالى، فقد قال تعالى (ما لكم لا ترجون لله وقارا) [نوح: 13]، وهذا التعظيم لكتاب ربنا سبحانه يكون ماديا ومعنويا، فالمادي بأن يجعل المسلم المصحف دائما في مكان نظيف ولا يضع فوقه شيئا، وألا يكبه على وجهه أو يضعه خلف ظهره لسجود تلاوة أو سلام، وألا يدخل به إلى الخلاء، ولا يجعل آياته كنغمة جوال، وعموما ألا يجعل المصحف يهان على أي حال من الأحوال. أما التعظيم المعنوي فبترك جميع أنواع الهجر والإقبال على القرآن الكريم قراءة وتدبرا وفهما وعملا وحكما في أفعاله وأعماله وأقواله، فيكون وقافا عند كتاب الله تعالى فيأتمر بأوامره وينتهي بنواهيه تعظيما له.

فمن وجد في نفسه تأثرا ومن قلبه وجلا وحبا وشوقا ووجد زيادة في الإيمان إذا تليت عليه آيات القرآن فليستبشر، وإن وجد غير ذلك فليراجع نفسه كي لا يكون القرآن حجة عليه، قال تعالى: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون) [الأنفال: 2]. قال ابن حجر العسقلاني في الفتح: (بمقدار طهارة قلب المؤمن، يكون أثر القرآن عليه)، وقال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في قوله تعالى: (لا يمسه إلا المطهرون) [الواقعة: 79]، لا يذوق نفعه ولا يتأثر به إلا المطهرون من الأرجاس والمقصود هنا طهارة القلب. فلينظر العبد إلى حاله عند استماع القرآن وانتفاع القلب منه وهل زاده إيمانا وخشية ووجلا من الله تعالى وشوقا للآخرة وعملا بما فيه وحرصا على رضا مولاه؟ أما أن القلب قد قسا فأصبح لا يسمع، وإن سمع لا يخشع وإن خشع لا يخضع، فيتحول ذلك كله إلى عمل ومسارعة في رضا الله عز وجل، عبادة ومعاملة في جميع نواحي الحياة.

موضوع: رد: هجر القرآن الجمعة سبتمبر 06, 2013 7:19 pm

جزاك الله الف خير

موضوع: رد: هجر القرآن الجمعة سبتمبر 06, 2013 9:12 pm

طرح جميل ومفيد
بارك الله فيك وزادك حرصاً

موضوع: رد: هجر القرآن السبت سبتمبر 07, 2013 2:48 am

جزآك الله خير الجزاء ونفع بِك

موضوع: رد: هجر القرآن السبت سبتمبر 07, 2013 3:14 am

طرح مميــز
جــزاك الله خيراً

موضوع: رد: هجر القرآن السبت سبتمبر 07, 2013 3:33 am

جزاكـ الله الفردوس الأعلى
كتب الله أجره بموزين حسناتـكـ

» آخر آية نزلت من القرآن
» حكم ختم القرآن عن الميت في رمضان